منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أصبحت الألعاب متاحة على منصة نتفليكس، لكن هذا التطور لم يلحظه العديد من المستخدمين. تقول لومب إن نتفليكس تعمدت عدم إثارة ضجة في الإعلان عن خدمتها الجديدة، بل تأنت واستغرقت وقتا كافيا لفهم السوق أولا.

حتى الآن، تقدم المنصة ألعابا للهواتف الذكية، بعضها مرتبط بانتاجاتها الشهيرة (مثل Stranger Things) والبعض الآخر غير مرتبط بأي منها (مثل Reigns: Three Kingdoms).

وتلك الألعاب متاحة حاليا فقط على أجهزة الهواتف الذكية، غير أن نتفليكس تجري حاليا اختبارات لمعرفة الطريقة الأمثل لتقديم الألعاب على أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر.

يعد هذا النهج البسيط خطوة معقولة وفقا للصحفية المتخصصة بألعاب الكومبيوتر شاي تومسون، التي توضح أن الصناعة “مليئة بالمحاولات الفاشلة” للعلامات التجارية الإعلامية للدخول إلى عالم الألعاب.

وتقول تومسون: “عندما حاولت مؤسسات الترفيه الرئيسية الأخرى دخول مجال الألعاب، وجدت صعوبة حقيقية، أعتقد أن الأمر يرجع في كثير من الأحيان إلى سوء فهم الشركات بشكل أساسي لماهية الألعاب كشكل من أشكال الترفيه التي تجعلها جذابة للاعبين”.

وتضيف تومسون: “تعد أمازون غيمز Amazon Games مثالا واضحا على ذلك، فقد كان لديها ألعاب مثب Lost Ark وCrucible بميزانيات كبيرة ولكن تلك الألعاب كانت تفتقر إلى الإبداع والتفرد الذي نتوقعه في مثل هذا النوع من الألعاب. وهذا سبب مهم وراء عدم قدرة تلك الألعاب على إحداث أثر في فضاء ألعاب الكومبيوتر”.

تُظهر تجارب مثل تجربة أمازون وشركة التكنولوجيا العملاقة غوغل، التي أغلقت وحدة الألعاب Stadia الخاصة بها هذا العام، مدى صعوبة العثور على مكان في فضاء ألعاب الكومبيوتر.

تقول تومسون: “إن التركيز على ألعاب الهاتف المحمول كخطوة أولى، هو استراتيجية ذكية يمكن أن تصب في مصلحة نتفليكس، ويبدو أنهم يتريثون لفهم المشهد ولفهم اللاعبين، ورغم أن المنصة قد مرّت ببعض الإشكالات التي أثرت على سمعتها في مجال البث المباشر مؤخرا، ولكن يبدو بوضوح أنهم يحاولون العمل لدعم فضاء الألعاب”.

ومضت تقول: “لكن منح اللاعبين ما يريدون، وليس ما تعتقد الشركات الكبيرة أنهم يريدونه، سيكون المفتاح لإنجاز هذه المهمة بنجاح، إنه الإبداع والتفرد”.

تقول لومب إنه يمكننا أن نتوقع أن تستفيد نتفليكس من حقوق ملكيتها الفكرية لأقصى حد في المستقبل، وتشرح قائلة: “إن ربط العروض والأفلام والألعاب معا في منصتنا هو الهدف الذي نسعى لتحقيقه”.

في مكاتب عصرية وسط ليفربول، ذلك بالضبط ما يحاول فريق ريبستون ستوديوز Ripstone Studios إنجازه.

بين النباتات النضرة والتذكارات المتناثرة على المكاتب، يجلس مطورون ومبرمجون مشغولون بالعمل على التحديث الجديد التالي لشراكتهم الأولى مع نتفليكس في لعبة The Queen’s Gambit.

كما هو متوقع ، تلك اللعبة هي محاكاة للعبة شطرنج واقعية مستوحاة من مغامرات شخصية بيث هارمون(الشخصية الرئيسية) في المسلسل التلفزيوني الذي يحمل نفس اسم اللعبة.

فاز الفريق بعقد تطوير اللعبة بعد أن أرسل المدير التنفيذي للقسم الإبداعي في ريبستون ستوديوز، جيمي برايشو، بريدا إلكترونيا إلى نتفليكس.

وقال ضاحكا: “سألتهم في ذاك البريد الإلكتروني؛ متى ستصبح نتفليكس منصة ألعاب أيضا؟”.

أصبحت ريبستون، صاحبة الباع الطويل في إنتاج ألعاب الشطرنج، واحدة من أولى الشركات التي دخلت في شراكة مع عملاق البث المباشر نتفليكس للعمل على تطوير ألعاب خاصة بالمنصة.

يقول برايشو إن العلاقة ليست مجرد اتفاقية ترخيص، بل هي “شراكة تعاونية” حيث تتقاسم الشركتان الخبرات مع بعضهما البعض.

بالإضافة إلى تقديم المزيد من المحتوى لعملاء نتفليكس في سوق تتزايد فيه المنافسة، يعتقد برايشو أن تعاونهم يمثل فرصة للمساعدة في تنمية الألعاب كشكل من أشكال الترفيه أيضا ويقول: “يبلغ عدد جمهور نتفليكس الآن 238 مليون شخص”.

“الكثير منهم لم يلعبوا أي لعبة من قبل، لذلك كان علينا أن نفكر في تصميم لعبة يسهل على أكبر عدد ممكن من الأشخاص استخدامها، حتى لو لم يكونوا قد جربوا أي لعبة فيديو سابقاً”.

“إنه أمر مثير لأنه من المحتمل أن يسمح لعدد أكبر من الأشخاص بتجربة متعة ممارسة الألعاب وبالتالي أن يزيد من شعبية ألعاب الفيديو بشكل عام”.