فاضَ كلاسيكو الاتحاد والهلال بكل مواصفات الإثارة والتشويق، مرتقياً بالكرة السعودية إلى المصاف العالمي، في أمسية أوفت بالوعود الفنية مستحوذة على اهتمام العواصم الكروية.

مُوقّعاً، بالحبر الأزرق على أول هاتريك في الكلاسيكو منذ 14 عاماً، وبحضور 24 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات ملعب عبدالله الفيصل في جدة، قاد الصربي ألكسندر ميتروفيتش «الزعيم» إلى فوز على «العميد» 4-3، في جولة خامسة كافأت الهلال بالصدارة، مستغلاً تعثر الأهلي المفاجئ أمام الفتح بخماسية نادرة في الأحساء.

وفي وقت كان النصر يحقق فوزاً جديداً كبيراً بقيادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، خلطت خسارة «الراقي» الأوراق، بعدما قفز التعاون المجتهد، بقيادة المدرب البرازيلي بيريكليس شاموسكا، مشاركاً الهلال الصدارة بـ 13 نقطة بعد اكتساحه الوحدة (4-1) في بريدة.

وصف مهاجم فولهام الانكليزي السابق ميتروفيتش المباراة بـ«المجنونة»: «جئت إلى هنا لكي أخوض مباريات كهذه».

تابع صاحب الكرات الرأسية القاتلة البالغ 29 عاماً «تأخرنا في الشوط الأول بسبب ارتكاب الأخطاء، وتحدثنا بين الشوطين عن ضرورة تغيير العقلية لتسجيل الأهداف بسرعة، وهو ما تحقق بالفعل».

حرص المهاجم البرازيلي الدولي فينيسيوس جونيور على متابعة القمة تلفزيونياً، لتشجيع زميله السابق في ريال مدريد كريم بنزيمة، وكتبت صحيفة ماركا الإسبانية «إذا كان الدوري السعودي مثل هذا الكلاسيكو، فإن الكثير من المشاعر تنتظرنا! المواجهة بين الاتحاد بقيادة كريم، والهلال بقيادة نيمار، الذي لم يَلعب بسبب الإصابة، حُسمت لصالح الضيوف في مباراة مذهلة!».

بدورها، تحسّرت صحيفة آس المدريدية وقارنت بين الانتقالات في السعودية والليغا «لا يمكن فهم السياق الدولي الجديد دون تحليل الدوري السعودي، الذي أنفق 846 مليون يورو»، متفوقاً على نظيره الإسباني (432 مليوناً) علماً أن سوق الانتقالات في السعودية مستمر حتى 7 سبتمبر الجاري.

وانعكاساً للتقارب السعودي – الإيراني، أبرزت صحيفة الشرق الأوسط نقل منصة «فوتبالي» الإيرانية لكلاسيكو الاتحاد والهلال، وكتبت: «القنوات الإيرانية تنقل مباريات الدوري السعودي لأوّل مرّة».

لم يكن قطب جدّة الآخر أفضل حالاً من غريمه، إذ لم يشفع افتتاح رفاق البرازيلي روبرتو فيرمينو والجزائري رياض محرز والعاجي فرانك كيسييه، التسجيل فتلقى «ريمونتادا» قاسية من أصحاب الأرض بقيادة الدولي السعودي فراس بريكان، الذي عاقب مع زملائه الحارس السنغالي إدوار مندي بخمسة أهداف، ثلاثة منها من علامة جزاء.

ولفت محرز إلى أن مثل هذه الأخطاء تحدث في كرة القدم، واعداً الجماهير بالعودة أقوى في المباريات المقبلة.

بدوره، رفض المدرب الألماني ماتياس يايسله تحميل المسؤولية للمدافعين فقط، بل للفريق ككل (…).

وبينما واصل الشباب تقهقره بتلقيه خسارة جديدة أمام الخليج، دكّ جاره النصر، بقيادة رونالدو، شباك الحزم بخماسية، مواصلاً زحفه نحو المقدمة بعد بداية متعثرة.

اختصر المدافع الإسباني أيمريك لابورت تألق «العالمي» في المباريات الثلاث الاخيرة بقوله «نلعب كرة قدم ممتازة ونسجل عدداً كبيراً من الاهداف».

وعلى أرضه، ذاق الشباب مرارة الخسارة مجدداً أمام الخليج الذي حقق فوزه الأول، واضعاً النادي العريق في قاع الترتيب، ما دفع المدرب الهولندي مارسيل كايزر إلى التحسّر «لم يسبق في مشواري التدريبي أن حصدت نقطتين من خمس مباريات. أنا حزين ومستاء».

واستعاد الاتفاق بقيادة مدربه الانكليزي ستيفن جيرارد توازنه بعد الخسارة أمام الهلال، محققاً فوزاً مريحاً على ضمك 3-1 في الدمام مثبتاً موقعه في المركز الخامس.