زلزال المغرب: ما الذي ينبغي فعله عند وقوع الزلزال؟
آخر تحديث قبل 45 دقيقة
منظر لمبنى مدمر بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب
يُعتقد أن زلزال الحوز في المغرب، الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من ألف إنسان حتى كتابة هذه السطور، هو أقوى زلزال يضرب هذا البلد العربي منذ أكثر من 120 عاما.
وقع الزلزال مساء أمس الجمعة، وبلغت قوته 6.8 درجة بمقياس ريختر، وكان مركز الزلزال في جبال الأطلس الكبير، على بعد 71 كم جنوب غرب مدينة مراكش. وأفادت التقارير أن قرى بأكملها قد سويت بالأرض وأن الأسر باتت محاصرة تحت أنقاض المنازل.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزالا بهذا الحجم في المنطقة أمر غير شائع؛ فمنذ عام 1900، لم تكن هناك زلازل بهذه القوة.
وأوضحت الهيئة أن الكارثة قد تكون واسعة النطاق، خاصة أن العديد من سكان المنطقة يقيمون في مبان غير مقاومة للزلازل.
سيدة متأثرة تقف أمام منزلها المتضرر من الزلزال في المدينة القديمة في مراكش
ويعد هذا أقوى زلزال خلال هذا العام، بعد زلزال “قهرمان مرعش” الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط، والذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، والذي وصف بأنه من أكثر الزلازل فتكا خلال هذا العقد، حيث وصلت حصيلة القتلى إلى قرابة 11 ألف شخص.
وتعد تركيا من الدول المعرضة للزلازل المدمرة، وقد شهدت بين عامي 1939 و 1999 خمسة زلازل كبرى.
ومنذ عام 1900، لقي أكثر من 90 ألف شخص مصرعهم في 76 زلزالا. نصف تلك الوفيات حدثت في عامي 1939 و 1999.
وقد حدثت زلازل قاتلة أخرى على مدى العقدين الماضيين في هايتي في عام 2021، تسببت في أكثر من 2200 حالة وفاة، وفي إندونيسيا في عام 2018، ما أسفر عن مقتل أكثر من 4300. كما لقي أكثر من 400 شخص مصرعهم في زلزال في إيران عام 2017.
مبنى منهار في قهرمان مرعش في تركيا
التنبؤ بالزلازل
يقول العلماء إنه حتى لو كان من الممكن معرفة المكان الذي يحتمل أن تحدث فيه الزلازل، إلا أننا ما زال أمامنا الكثير لنتمكن من تقدير وقت حدوثها. فهل يمكن التنبؤ بالزلازل؟
يقول عالم الزلازل الدكتور ستيفن هيكس من جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية: “للأسف لا”.
ويضيف: “ولكن ما يمكننا القيام به هو توقع حدوث الزلازل بصورة تقديرية، أي يمكننا إعطاء الاحتمالات بالوقوع.. وفي أماكن مثل ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، واليابان، أصبحت توقعات الزلازل أكثر فاعلية”.
إذن ما الذي يمكن للمرء فعله للبقاء آمنا وما الذي لا ينبغي فعله؟
أحد السكان ينظر إلى مبنى متضرر في أعقاب زلزال بقوة 6.8 درجة في مراكش
كن مستعدا
نظرا لأن التنبؤ بموعد وقوع الزلزال ليس بالأمر اليسير، يرى الخبراء، أنه ينبغي على المرء أن يكون دائما على استعداد، (خاصة في المناطق المعرضة للزلازل) مما يعني أنه يجب أن يكون لديك خطة لمواجهة الزلزال.
يقول الدكتور هيكس: “إذا كنت تعيش في منطقة بها الكثير من الزلازل، فمن الجيد أن يكون لديك حقيبة طوارئ في منزلك”. ويقول إنه يجب أن يكون في تلك الحقيبة بعض الماء، ومصباح يدوي، وأدوات الإسعافات الأولية وبعض الطعام.
ووفقا للصليب الأحمر، يجب أن تحتوي الحقيبة أيضا على بعض المال ونسخ من المستندات الشخصية المهمة، مثل قائمة الأدوية التي يأخذها الشخص إن كان يأخذ أدوية معينة.
منظر لمبنى مدمر بعد الزلزال في مراكش
إذا كان المبنى الذي توجد فيه آمنا، ابق في مكانك
وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وهي وكالة علمية تابعة لحكومة الولايات المتحدة، فأنت أقل عرضة للإصابة إذا بقيت في مكانك. لذا تنصح الوكالة بألا تحاول الركض إلى الخارج أو إلى غرف أخرى أثناء الزلزال.
يقول الخبراء: “الجثو، الاحتماء، التمسك” هو شعار البقاء بأمان. سيحميك الجثو على يديك وركبتيك من سقوط الأشياء عليك ويتيح لك مساحة للتحرك قليلا، إذا لزم الأمر. عند الاحتماء تحت طاولة أو مكتب، إذا لم يكن هناك مأوى آخر قريب، فالنصيحة هي الثبات في مكانك والتمسك بالطاولة أو المكتب حتى يتوقف الاهتزاز.
ورغم أن الوقوف في المدخل هو واحد من ردود الفعل الأولية للحماية، إلا أن الخبراء يقولون إنك ستكون أكثر أمانا تحت الطاولة إذا كنت تعيش في منزل قديم نسبيا.
غالبا ما تكون النوافذ والواجهات هي الأجزاء الأولى من المبنى التي تتعرض للانهيار، لذا فإن النصيحة هي الابتعاد عن مناطق الخطر هذه.
عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين في منزل منهار في مولاي إبراهيم بولاية الحوز بالمغرب
اخرج عندما يصبح الخروج أكثر الحلول أمانا
بمجرد توقف الاهتزاز، من الآمن عموما الخروج إلى العراء خشية انهيار المبنى الذي أنت فيه.
كل هذه الإجراءات مناسبة في حال كنت داخل المنزل أثناء حدوث الزلزال، لكن ماذا لو حدث زلزال وأنت في الخارج؟
ينصح الخبراء بالتالي: “ابق حيث أنت”. إن الابتعاد عن المباني وأسلاك الكهرباء والحفر وخطوط الوقود والغاز من شأنه أن يخفف من مخاطر الإصابة. كذلك من الأفضل أن تذهب إلى منطقة مفتوحة بعيدا عن الأشجار وأعمدة الهاتف والمباني.
امرأة تتفقد الأضرار التي أعقبت زلزال بقوة 6.8 درجة في مراكش
ابق بعيدا عن مكامن الخطر
وفقا للتحالف الدولي للزلازل (وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى بعض الأفراد والمنظمات والتحالفات الإقليمية، التي تعمل معا لتحسين التأهب للزلازل والتخفيف من الأضرار الناجمة عنها)، فإن معظم الإصابات والوفيات تنتج غالبا عن سقوط أجسام مثل أجهزة التلفزيون والمصابيح والزجاج وخزائن الكتب. وتتمثل إحدى طرق تجنب الإصابة في تثبيت الأثاث الثقيل إلى الجدران بواسطة أشرطة وحبال مرنة.
كما يوجد خطر آخر محتمل ألا وهو تسرب الغاز من الأنابيب المكسورة بعد الزلزال.
يعطي الدكتور هيكس مثالا على ذلك زلزال سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة عام 1906، والذي قتل فيه أكثر من 3 آلاف شخص.
ويقول: “حدثت معظم الوفيات بسبب انفجار خطوط أنابيب الغاز، وليس بسبب اهتزاز أو انهيار المباني”، كما ينصح بالابتعاد عن أي مواد قابلة للاشتعال في المنطقة.
سكان يتنقلون عبر الأنقاض في مدينة مراكش القديمة التي دمرها الزلزال في 9 سبتمبر
التدرب على سيناريو وقوع الزلزال
كما أكد الدكتور هيكس على أهمية التدريبات على الزلازل، أي التدريب على ما ينبغي فعله في حالة حدوث الزلزال.
“تتبع بعض البلدان سياسة التدريبات على الزلازل والتي يتعين، وفقها، على الجميع المشاركة في ممارسة ما يجب القيام به في حال وقوع الزلزال”، مضيفا أن هذا الأمر لم يطبق في بعض الأماكم التي لم يحدث بها زلزال هناك منذ فترة طويلة.
Source link