ذكرت وكالة التصنيف الائتماني «موديز» أن ارتفاع أسعار النفط وأجندات التنويع الاقتصادي الطموحة من شأنها دعم النشاط التجاري القوي للبنوك الإسلامية الخليجية خلال فترة الأشهر الـ12-18 المقبلة.
ولفتت إلى أن البنوك الإسلامية في الكويت تتمتع بأعلى نسبة تغطية للخسائر من التمويلات المتعثرة (226.5 في المئة كما في النصف الأول من 2023)، تلتها نظيراتها في قطر (117.4 في المئة) والسعودية (112.4 في المئة).
وتوقعت الوكالة أن تستمر ربحية البنوك المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في المنطقة في تجاوز نظيراتها التقليدية في 2024 بسبب ميزة هامش الربح. ومن شأن النمو الاقتصادي المستمر أن يحافظ على استقرار جودة أصول البنوك الإسلامية في دول الخليج، أما قوة رأس المال والسيولة فستمكّنها من الاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات المالية الإسلامية في المنطقة.
وأوضحت «موديز» أن البنوك الإسلامية تستفيد من ارتفاع أسعار النفط، مشيرة إلى تسارع النمو الاقتصادي في منطقة الخليج بـ2023 الذي سيظل قوياً بـ2024، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط وخطط التنويع الاقتصادي والثقة الداعمة للأعمال.
من جانب آخر، أفادت الوكالة بأن نمو أصول البنوك الإسلامية في منطقة الخليج سيستمر بالتفوق على نمو البنوك التقليدية، إذ إن استمرار دعم الحكومات لصناعة التمويل الإسلامي، والطلب المتزايد على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء منطقة الخليج ووفرة التمويل عوامل ستستمر في تعزيز نمو الأصول المصرفية الإسلامية بشكل أسرع مقارنة بنظيرتها التقليدية.
وستحتفظ السعودية بريادتها من حيث معدل اختراق السوق، لكن إمكانات النمو في أماكن أخرى تظل مرتفعة. عدا عن ذلك، أشارت الوكالة إلى أنشطة الاستحواذ والاندماج بين البنوك ستواصل توفيرها فرص النمو للقطاع.
ومن شأن النشاط الاقتصادي القوي أن يدعم استقرار جودة أصول البنوك الإسلامية في المنطقة، فالظروف الاقتصادية القوية ستحافظ على أداء التمويل الإسلامي رغم حالة عدم اليقين العالمية.
وسيستمر التركيز على تمويل الأفراد من قبل البنوك الإسلامية الخليجية في دعم جودة الأصول، كما أن مستويات التضخم المعتدلة في جميع أنحاء المنطقة مقارنة ببقية دول العالم ستخفف أيضاً من مخاطر الأصول.
من ناحية ثانية، ذكرت «موديز» أن صافي ربحية البنوك الإسلامية الخليجية سيتجاوز نظراتها التقليدية، متوقعة أن تحتفظ البنوك الإسلامية الخليجية بميزة هامش الربح الصافي على البنوك التقليدية في 2024 رغم أن هذا الأمر متقارب، خاصة في السعودية. وسيظل العائد على أصول البنوك الإسلامية في دول الخليج قوياً لأن مخصصات الخسائر ستظل تحت السيطرة.
وتوقعت الوكالة أيضاً أن يكون لدى البنوك الإسلامية ما يكفي من رأس المال والسيولة لتحقيق المزيد من النمو، مع استمرارها في الحفاظ على احتياطيات قوية من رأس المال والسيولة، ما يمكّنها من الاستفادة من الطلب على الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في المنطقة.
تخفيف مخاطر الأصول
أفادت «موديز» بأنه لتخفيف مخاطر الأصول، قامت البنوك الإسلامية، مثل نظيراتها التقليدية، ببناء احتياطيات كبيرة بشكل استباقي، فيما ارتفع مستوى مخصصات هذه البنوك بشكل أكبر خلال الجائحة.
وعزت الوكالة ذلك جزئياً أيضاً إلى المعيار المحاسبي الدولي لإعداد التقارير المالية رقم (9)، والذي يتطلب من البنوك تجنيب المخصصات على أساس تطلعي.