TodayPic

مجلة اخبارية

منوعات

زهرة الخليج – ريف الخاجة: «لمة جورميه» يدعم الأســر المنتجة بحلـول مســتدامـة


#منوعات

في سياق حِرْصِ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على تحقيق التوازن بين دعم الأسر المنتجة وتمكينها، وبين تقديم حل مستدام للتحديات التي تواجهها، رأى مشروعُ «لمة جورميه» النورَ، وهو أحد مشاريع «الهيئة»، والذي ينمو على أسس إنسانية وثقافية متميزة، تنبض بروح الجمع والتلاحم، وتعبر عن التفاني والرعاية للأسر المنتجة في مجتمعنا، ويجسد عزم الهيئة على الابتكار، وتقديم إضافة قوية إلى المشاريع المجتمعية، التي تحمل بصمة الرعاية، والتأثير الإيجابي.

في مقهى «لمة جورميه»، الواقع بمستشفى برجيل الطبي في مدينة محمد بن زايد بأبوظبي، التقينا ريف الخاجة، مدير التسويق في «الهلال الأحمر»؛ لنعرف منها أكثر عن مشروعٍ «لمة جورميه» الاستثنائي، الذي يعتبر مشروعاً خيرياً مبتكراً، يهدف إلى توفير فرص عمل للنساء الإماراتيات من الأسر المنتجة، وتمكينهن من تطوير مهاراتهن الحرفية، وترويج إبداعاتهن في مجال الصناعات اليدوية، والمأكولات التقليدية.

فراشة الأمل

وقبل أن نسألها عن كيفية ولادة فكرة المشروع، لفت انتباهنا مجسم ضخم على شكل فراشة ملونة، مكون من مجموعة كبيرة من الدمى المصنوعة يدوياً، معلق على جدار المقهى، يبدو كأنه يستقبل رواد المقهى «بجناحين مفتوحين»، ناثراً أجواءً من الفرح والأمل، قالت عنه الخاجة: «هذا العمل الفني، ابتكرته الفنانة الإماراتية عزة القبيسي خصيصاً لـ(لمة جورميه)». وأضافت: «اخترنا الفراشة كرمز لتلاحم المجتمع الإماراتي وتكاتفه وتعاونه، فالفنانة انطلقت من جوهر المجتمع هذا، واختارت الفراشة التي تحمل رمزية عميقة ملؤها الفرح والأمل، وهذا ما نريد أن نؤكد عليه دوماً في (لمة جورميه)».

البداية من «الغدير»

توضح ريف أن فكرة «لمة جورميه» تبلورت خلال ورش العمل، التي تنظمها «مؤسسة الغدير للحرف الإماراتية»، المعنية بتمكين النساء والأسر المنتجة، من خلال بيع منتجاتهن الحرفية مقابل مردود مادي، يعيلهن وأسرهن. وقد لاحظ المسؤولون هناك أن كثيرات من النساء اللواتي يأتين إلى الورش يجلبن معهن القهوة العربية اللذيذة، والمأكولات الإماراتية الشهية، ويتشاركن ضيافتها. وتتابع: «فوجئنا بـ(النَّفَس الطيب)، الذي تتمتع به هؤلاء النسوة في إعداد القهوة والمأكولات، فقلنا: لِمَ لا نستفيد من مهاراتهن في الطبخ، وإعداد الدهن الطيب، والتوابل الإماراتية، والقهوة العربية والسحناة، ونتوسع في فكرة بيع المنتجات الحرفية، مثل: السدو، والتلي، والفخار، والخوص؛ فنضيف إليها المأكولات، ما يزيد الدخل المادي للحرفيات»، وتضيف الخاجة: «من هنا ولدت فكرة مقهى (لمة جورميه)؛ لتقديم وبيع منتجات غذائية إماراتية تراثية، في إطار عصري؛ لجذب الجيل الجديد إلى الحرف التقليدية». 

لمسات من التراث

ولتنفيذ الفكرة، تم التعاون مع إحدى الشركات؛ لوضع تصميم للمقهى، يتميز بدمجه التراث والحداثة، وهو ما يمكن مشاهدته من خلال الأنماط الموجودة في المقهى، حيث تم استخدام السدو؛ لتزيين مقاعد وجلسات المقهى، والخوص لصنع الثريا، والحصائر الصغيرة الخاصة بالصحون، والفخار لصنع بعض آنية الزينة، التي تضفي على المكان أناقة ورقياً. فمن يُزر المقهى يشعر بالدفء، المغلف بلمسات من التراث الأصيل، الممزوج بروح عصرية في كل تفصيل به؛ ما يجعل مقهى «لمة جورميه» مناسباً لجميع الأعمار، حيث يسعى إلى جذب الجيل الجديد، وإشراكه في تعزيز التراث الإماراتي، من خلال توفير الاستمتاع بتجربة فريدة، يطلعون خلالها على التراث والحرف التقليدية، ويدعمون الحرفيات الإماراتيات بشكل مباشر.

بُعْدٌ إنساني

يضاف إلى جمالية الديكور إعجاب مرتادي المقهى بجودة المنتجات ونوعيتها، إذ ترتقي إلى معايير عالمية، وتلفت الخاجة إلى أهمية المنتجات المعروضة في نقل صورة جميلة عن التراث الإماراتي، مع إعطاء بعد إنساني، وإشعار الناس بمدى مساهمتهم في مساعدة الآخرين، وتؤكد: «نحرص، دائماً، على تقديم منتجات متقنة الصنع؛ لتقديم صورة تليق بنا، فكل منتج هنا مزود بوسم (تاغ) يربط المشتري بالحِرَفية التي صنعته؛ لتعريفه بقصة هذا المنتج، وإضافة بُعد إنساني إليه». وتتابع أن «لمة جورميه» ليس مجرد مقهى، بل هو منصة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، ويفتح أبوابه للزوار؛ ليستمتعوا بتجربة تذوق مميزة، وليشاهدوا المنتجات الحرفية الإماراتية، وليصبحوا في الوقت نفسه جزءاً من دعم وتمكين الأسر المنتجة، عبر شراء تلك المنتجات، وتحقيق دخل ثابت لها.

منتجات مبتكرة

«نختار المنتجات بعناية فائقة؛ لضمان جودتها، وأصالتها»، تشرح لنا ريف الخاجة، مشيرة إلى أن المنتجات تشمل مجموعة من المأكولات التقليدية، التي تقدم بقالب عصري. وتعدد لنا ريف الخاجة أسماء المنتجات، التي تباع في المقهى، فهناك «قهوة لمة جورميه»، وهي قهوة عربية محمصة ومطحونة، تم صنعها محلياً بأيادي حِرَفيات إماراتيات. و«قناد القهوة»، وهي مزيج من أجود أنواع الزعفران والهيل والمسمار، التي تم صنعها محلياً، كما يقدم المقهى مجموعة من الأطباق، المستوحاة من المطبخ الإماراتي، مثل: سلطة السيزر مع الرقاق، والكرواسان مع الجامي والتمر، والبراوني بنكهة الدبس. ومن المنتجات المبتكرة، التي يزداد الطلب عليها «صندوق هدية لمة جورميه»، الذي يضم عبوة من حبوب البن العربية العالية الجودة، ومجموعة مختارة من الدبس وعسل السمر النقي، تم جمعها من جبال الإمارات، و3 فناجين قهوة زينتها المصممة الإماراتية الشيخة هند القاسمي، صاحبة علامة «ديزايند باي هند». وتبين الخاجة أن جميع المأكولات يتم تحضيرها باستخدام المكونات المحلية الطازجة، ما يعطي الأطباق نكهة فريدة، وأصالة تجمع بين الماضي والحاضر.

مشاريع توسعية

نجاح مقهى «لمة جورميه» دفع القيمين على المشروع إلى التفكير في افتتاح فروع أخرى له بالإمارات، تقول ريف الخاجة: «نعمل جاهدين على مشاريع توسعية مثيرة، منها افتتاح 3 فروع إضافية في أماكن استراتيجية بدبي»، وتضيف الخاجة أنه، مؤخراً، تم توقيع اتفاقية تعاون بين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وشركة الدار العقارية؛ لتعزيز الشراكة القائمة بينهما في المجال الإنساني، وبموجب هذه الاتفاقية توفر الشركة مساحة داخل مبنى «ياس مول» في أبوظبي؛ لبيع منتجات «لمة جورميه».

دعوة مفتوحة

تعرب ريف الخاجة عن فخرها بـ«لمة جورميه»، ودعم هيئة الهلال الأحمر له، فهذا المشروع يعتبر تجسيداً حياً لمفهوم التضامن والتعاون، ويعكس قيم البذل والعطاء. وتدعو الخاجة الجميع إلى زيارة «لمة جورميه»، والمشاركة في رحلة تحقيق التغيير الإيجابي، ودعم الأسر المنتجة، والإسهام في كتابة القصة الجميلة، التي تعزز قيم التراث والعطاء في مجتمعنا.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *