TodayPic

مجلة اخبارية

الاقتصاد

«صندوق النقد»: ارتفاع الفائدة يفرض ضغوطاً على بنوك المنطقة


– بعض المُقرضين عُرضة للمخاطر بسبب ما يصاحب الفائدة المرتفعة من ضغوط على قطاع الشركات والسيولة

أفاد صندوق النقد الدولي بأنه من المرجح استمرار البنوك المركزية في تطبيق أسعار فائدة أعلى لفترة أطول في الاقتصادات التي تشهد ارتفاعاً مزمناً في مستويات التضخم الأساسي (ما عدا أسعار الغذاء والطاقة).

وأوضح الصندوق أن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، التي أثارت أخيراً ضغوطاً عبر القطاعات المصرفية في عدد من الاقتصادات المتقدمة، تُنذر بالمزيد من المخاطر النظامية، فمن الممكن أن تؤدي إلى تشديد الأوضاع المالية، وإثارة موجة من الضغوط الائتمانية، وتقلص التمويل المتاح للمؤسسات المالية، بما في ذلك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، وقد تهدد هذه الضغوط بدورها أرباح البنوك واستعدادها للإقراض، ما ستكون له تداعيات ملموسة على الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي.

وأفاد بأنه في ظل المخاطر المهددة للاستقرار المالي، مثل الاعتماد الكبير على التمويل الخارجي، قد تصبح البنوك في عدد من البلدان عرضة للتحوّلات المفاجئة في مزاج المستثمرين، في حين أنه في البلدان التي تحوز جهات الإقراض نصيباً كبيراً من الدَّين السيادي المحلي، قد تؤدي استطالة فترات أسعار الفائدة الأعلى إلى خسائر، لا سيما في حالة تراجع القيمة السوقية لتلك الديون وانخفاض أسعار الأصول.

وتابع «صندوق النقد»: «في أحدث إصداراتنا من تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، نتناول تفاصيل أول اختبار تم إجراؤه لقياس قدرة المنطقة ككل على تحمل الضغوط. ويستخدم الاختبار 4 سيناريوهات لتقييم مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول في بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان متوسطة الدخل عبر المنطقة واقتصادات مجلس التعاون الخليجي الستة».

ولفت إلى أن النتائج تشير إلى أن البنوك عبر معظم بلدان المنطقة ستتمكن من الصمود في مواجهة سيناريوهات الضغوط الفردية، لكنها قد تصبح على المحك إذا ما اقترن ارتفاع الفائدة بضغوط على قطاع الشركات والسيولة، منوهاً إلى أن البنوك المملوكة للدولة أكثر عرضة للمخاطر مقارنة ببنوك القطاع الخاص، وذلك لتدني الربحية وارتفاع حيازات الأوراق المالية في البنوك المملوكة للدولة، ما يزيد من مخاطر أسعار الفائدة.

وأفاد الصندوق بأنه يتعذر على عدد قليل من البنوك الالتزام بالحد الأدنى لنسب رأس المال التنظيمي في سيناريو الصدمات المتزامنة، وفي الوقت نفسه، يؤدي انخفاض رأس المال على الأرجح إلى تقلص الإقراض المتاح للقطاع الخاص وتراجع النشاط الاقتصادي، على غرار ما حدث خلال فترات الانكماش الائتماني السابقة.

وأضاف: «على سبيل المثال، قد ترتفع خسائر الناتج الاقتصادي المعدل لمراعاة التضخم في سيناريو الصدمات المتزامنة لتصل إلى 1.5 في المئة خلال عامين. وتقدر خسائر اقتصادات الخليج بحوالي 0.9 في المئة».

وأوضح «صندوق النقد» أن السياسة النقدية تشكل أحد العوامل المهمة في هذه البلدان، حيث تواجه البنوك المركزية مفاضلات صعبة على مستوى السياسة النقدية في الوقت الذي لا تزال فيه مقاييس التضخم الأساسي، التي تستبعد تقلبات أسعار الغذاء والطاقة، أعلى من المستهدف في العديد من البلدان، مبيناً أنه عند تدني مستويات التضخم، يمكن للبنوك المركزية الاستجابة للضغوط المالية من خلال خفض أسعار الفائدة، ولكن ارتفاع التضخم خلال فترات الضغوط يجبر صناع السياسات على الموازنة بين حماية الاستقرار المالي ومواصلة السيطرة على التضخم.

وأكد أن على صناع السياسات إيجاد الأدوات الملائمة للتصدي لاضطرابات القطاع المصرفي التي قد تؤثر على الاستقرار المالي، فيمكن تعزيز إدارة المخاطر من خلال تشديد المعايير الاحترازية – بما في ذلك تشجيع البنوك على مراكمة رأس المال خلال فترات التوسع الاقتصادي بحيث تستطيع الاستمرار في الإقراض خلال فترات الهبوط. كما ينبغي أن تراعي اختبارات القدرة على تحمل الضغوط مواطن الضعف الناجمة عن حيازات الدين الحكومي لدى البنوك لتعزيز صلابتها في مواجهة الصدمات، مشيراً إلى أنه خلال السنوات القليلة القادمة، ينبغي أن يواصل صناع السياسات جهودهم لدعم تعميق قاعدة المستثمرين وتنويعها للحد من قوة الرابط بين سلامة الجهاز المصرفي والكيانات السيادية، لا سيما في حالة هيمنة الكيانات المملوكة للدولة على السوق.

وشدد «صندوق النقد» أيضاً على ضرورة إيجاد مجموعة من أدوات السيولة الطارئة، مثل الإقراض الطارئ من البنوك المركزية، للقضاء على الضغوط المالية النظامية، غير أن على الحكومات التواصل بوضوح للتأكد من أن دعم السيولة لا يُنظر إليه باعتباره مخالفاً لأغراض السياسة النقدية، كما ينبغي وضع خطط فعالة لتصفية الشركات المتعثرة للحد من المخاطر المهددة للاستقرار المالي والنمو الاقتصادي.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *