أفاد بنك الكويت الوطني في تقريره بأن أداء أسواق الأسهم العالمية جاء سلبياً بصفة عامة في الربع الثالث من 2023، لتمحو كافة المكاسب التي سجلتها في وقت سابق من الربع الحالي خلال سبتمبر– والذي يُعد الأسوأ أداءً هذا العام.
ولفت إلى أن الرياح المعاكسة المختلفة أثرت على المعنويات والتي من أبرزها ارتفاع أسعار النفط الذي أعاد إشعال مخاوف التضخم وعزّز موقف الاحتياطي الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية وإبقاء أسعار الفائدة «مرتفعة لفترة أطول».
وحذت معظم أسواق الأسهم الخليجية حذو نظرياتها العالمية رغم ارتفاع أسعار النفط متأثرة بالمعنويات السلبية التي سادت العالم.
وأضاف «تفاقمت المخاوف المتعلقة بالتضخم وآفاق النمو الاقتصادي في ظل ارتفاع عائدات السندات، ما يعكس توقعات ارتفاع معدلات التضخم واستمرار سياسات التشديد النقدي لفترة أطول.
ووصلت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ 16 عاماً عند 4.6% في أواخر شهر سبتمبر، لتصبح بذلك عائدات السندات المرتفعة أحد أبرز البدائل الاستثمارية الجذابة والخالية من المخاطر بديلاً عن أسواق الأسهم المتقلبة».
إضافة لذلك يرى «الوطني» أن ارتفاع عائدات السندات أدى لتقليص علاوة مخاطر الأسهم التي كانت أعلى في السابق، ما يعني ضمناً ضعف مستويات المخاطر مقابل العوائد مقارنة بالاستثمار في الأسهم. وتحمل العائدات المرتفعة، التي عادة ما تكون مرجعاً لتسعير القروض، آثاراً سلبية على الاقتصاد، ما يزيد من احتمال حدوث انكماش اقتصادي، وخفض تقييمات الأسهم، خاصة بالنسبة لأسهم النمو. وبمنتصف شهر أكتوبر، استمر الاتجاه الهبوطي الذي اتخذته معظم أسواق الأسهم، إذ أدت التطورات الجيوسياسية السلبية في الشرق الأوسط لتفاقم ضعف السوق القائم بالفعل.
الأوروبية والأميركية
ولفت التقرير إلى أن الأسواق الأميركية والأوروبية جاءت على رأس الأسواق التي مُنيت بخسائر في الربع الثالث، ما أدى إلى محو جزء كبير من المكاسب التي تحققت في الأرباع السابقة في ظل انخفاض مؤشر يورو ستوكس 50 ومؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 5.1% و3.6% على أساس ربع سنوي، على التوالي.
وتركز الأداء الضعيف بصفة عامة خلال شهر سبتمبر بقيادة مؤشر ناسداك المركب الذي يعتمد على أسهم التكنولوجيا والنمو، إذ خسر 5.8% من قيمته، على أساس شهري، ليصل أدنى مستوياته المسجلة منذ مايو، في حين انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 4.9% على أساس شهري، وصولاً إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ 3 أشهر.
كما تراجعت الأسواق الأوروبية (مؤشر يورو ستوكس 50 فقد -2.8% من قيمته) بعد قيام البنك المركزي الأوروبي برفع الفائدة الرئيسي لمستوى قياسي جديد، في حين استمر ضعف الأداء الاقتصادي في التأثير سلباً على الأسهم الصينية (فقد مؤشر شنغهاي شنزن – سي اس أي 300 – ما نسبته -2% من قيمته)، مع إمكانية أن تكون تدابير التحفيز النقدي التي اتخذتها السلطات الصينية خلال الربع الحالي من العام هي التي ساهمت في الحد من تفاقم تلك التراجعات.
الأسهم الخليجية
وذكر التقرير أن المعنويات العالمية السلبية امتدت إلى أسواق الأسهم في دول الخليج، ما أدى لتزايد العمليات البيعية على نطاق واسع رغم ارتفاع أسعار النفط، ما دفع أداء معظم الأسواق الإقليمية منذ بداية العام الجاري إلى المنطقة السلبية.
وكما هو الحال في الأسواق العالمية، انتاب المستثمرين في دول الخليج مشاعر القلق تجاه ارتفاع الفائدة على المدى الطويل وانعكاساتها السلبية على الطلب على النفط والنمو الاقتصادي وسيولة أسواق الأسهم.
وانخفض مؤشر مورجان ستانلي الخليجي 3.2% على أساس ربع سنوي في الربع الثالث من 2023، ووصلت خسائره في شهر سبتمبر وحده إلى 2.7%، بصدارة السوق السعودية (-3.8% على أساس شهري)، في حين انخفض المؤشر العام لبورصة الكويت 1.7% على أساس شهري. وتسارعت وتيرة التدهور في أوائل أكتوبر، إذ انخفض مؤشر مورجان ستانلي الخليجي 3.9%، بصدارة الأداء الضعيف للسوق السعودية (-4.3%).
في حين خسر المؤشر العام لبورصة الكويت 3.8% من قيمته (حتى 13 أكتوبر). وأدى التراجع الذي شهدته البورصات في أكتوبر لتعميق خسائر أسواق الأسهم الخليجية مجتمعة منذ بداية العام الجاري حتى تاريخه، إذ انخفض مؤشر مورجان ستانلي الخليجي -6.8% منذ بداية العام حتى 13 أكتوبر، مقابل -3% بنهاية الربع الثالث من العام.
الرياح المعاكسة
ونوّه «الوطني» بأن آفاق نمو سوق الأسهم لاتزال تتسم بالضبابية نظراً لتصاعد الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة، والتي أثرت بشدة على ثقة المستثمرين في الآونة الأخيرة.
ويُشكّل تدهور المشهد الجيوسياسي، وتقلبات سوق النفط، واستمرار ارتفاع عائدات السندات، والتضخم وحالة عدم اليقين تجاه النمو، أبرز المخاطر السلبية الملحوظة التي تحيط بأسواق الأسهم.