TodayPic

مجلة اخبارية

الاقتصاد

غلاء الإيجار يدفع الوافدين منخفضي الدخل للسكن في «بارتيشينات»


– 62 في المئة من العمالة الوافدة رواتبها أقل من 125 ديناراً

يشكل إيجار الشقة للعمالة الوافدة هاجساً مالياً يؤرّقهم كثيراً، حيث يستحوذ متوسط الإيجار على نحو 30 في المئة من إجمالي الدخل، أخذاً بالاعتبار تفاوت قيمة الراتب والإنفاق ومعدل الإيجار.
وحسب آخر البيانات العقارية يبلغ متوسط إيجار الغرفة وصالة نحو 180 ديناراً فيما يصل بالنسبة للغرفتين وصالة 230 ديناراً والاستديو 120 ديناراً، وتعتبر هذه القيم مكلفة إذا عُلم أن نحو 62 في المئة من العمالة الوافدة تتقاضى رواتب أدنى من 125 ديناراً و33 في المئة منهم تتراوح رواتبهم بين 325 و400 دينار، وفقاً للإدارة المركزية للإحصاء.
ويضطر الوافدون ذوو الدخل المحدود إلى البحث عن خيارات رخيصة للسكن، من خلال التوجه إلى المساحات الضيقة التي تناسب قدرتهم المالية، ولذلك يلجأون وتحديداً العزاب للعيش بشكل جماعي في الغرفة الواحدة وبمعدل يصل أحياناً إلى 5 أفراد يتشاركون الغرفة نفسها بهدف تخفيف ضغط الإيجار بتوزيعه بالتساوي في ما بينهم، فيما يسكن آلاف الوافدين في ما يعرف بـ«البارتيشينات» طلباً للتوفير وليس الراحة.
ووفقاً لتقرير صادر عن «اتحاد العقاريين» بلغ عدد العقارات الاستثمارية نهاية 2021 نحو 12994 عقاراً في مختلف مناطق الكويت، تحتوي على 396 ألف شقة، منها 61 ألفاً شاغرة، ما يعني أن متوسط نسبة الإشغال يبلغ 84.6 في المئة.
ووصل إجمالي عدد الوافدين إلى نحو 3.29 مليون وفقاً لآخر الإحصائيات الصادرة من الهيئة العامة للمعلومات المدنية، تعدّ شريحة واسعة منهم ذات دخل محدود يدفعها إلى اللجوء لخيار التوفير في بند السكن.
وقال عقاريون إن آلافاً من الوافدين يعيشون في «بارتيشينات» في مختلف مناطق الكويت، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى تأجير شقق تتألف من غرفتين وصالة أو ثلاثة وصالة ويعملون على تأجيرها بالباطن بنظام البارتيشن ليحققوا فائدة مزدوجة، فمن جهة تكون أرباح المؤجر بالباطن مضاعفة على حسب عدد البارتيشينات وقيمة الإيجار، وفي الوقت نفسه يعمل على توفير خيار سكن رخيص لهذه الشريحة الواسعة من الوافدين.
وأوضحوا أن قيمة الإيجار تختلف وفقاً للمنطقة ومساحة البارتيشن وتتراوح بين 15 و70 ديناراً، مبينين أن هذه الظاهرة منتشرة في مناطق تركّز الوافدين.
ووفقاً لـ«اتحاد العقاريين»، تصدّرت السالمية مناطق الكويت في تركّز العقارات الاستثمارية، بعدد عمارات يصل 2911، أي أنها الأكثر اكتظاظاً بالوافدين، بينما جاءت حولّي في المرتبة الثانية بـ1811 عمارة.
وشغلت المرتبة الثالثة منطقة جليب الشيوخ بـ1181 عقاراً استثمارياً، وبعدها الفروانية بـ1152، ثم خيطان بـ882 عقاراً.
وجاءت المهبولة سادساً بـ799 عمارة، تلتها المنقف بـ743، ثم الفحيحيل بـ578 فالجابرية بـ511 وبعدها الجهراء بـ439 عقاراً.
وشغلت أبوحليفة المرتبة 11 بـ359 عمارة، ثم صباح السالم 315، وبعدها منطقة شرق بـ313، ثم الفنطاس بـ305، فالرقعي بـ254، تلتها بنيد القار بـ198، ثم الشعب بـ131 ثم المرقاب بـ71، وأخيراً القبلة بـ41.
ذكور وإناث يعيشون في شقة واحدة
قال مصدر عقاري إن كثيراً من العائلات الآسيوية تعيش مع بعضها في شقق مشتركة وتفصل بينها قواطع موقتة، لافتاً إلى أنهم يلجأون إلى هذا الخيار للتوفير حتى لو كان على حساب راحتهم واستقرارهم.
وأضاف أن هذه الظاهرة منتشرة بين الجاليتين الهندية والفيلبينية، كما أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يتعداه إلى أن ذكوراً وإناثاً يعيشون في شقة واحدة لكن في بارتيشينات مختلفة ويتشاركون المرافق مثل الحمامات والمطابخ وغيرها، مستغرباً من عدم وجود رقابة تحول دون ذلك.
ماذا يعني «بارتيشن»؟
مساحة مقسومة من داخل الشقة محدّدة بقواطع موقتة تتراوح مساحتها بين 4 و10 أمتار مربعة، تكون في كثير من الأحيان مجهّزة بخزانة للملابس وثلاجة صغيرة، بحيث تكفي لشخص واحد أو شخصين على أقصى اعتبار.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *