TodayPic

مجلة اخبارية

منوعات

زهرة الخليج – الزي الإماراتي.. أصالة لم تغيرها الحداثة


#منوعات

يشكل الزي، عادة، إحدى العلامات الحضارية، التي تعكس هوية المكان؛ لهذا لا يوجد متحف إلا ونجد فيه ركناً للأزياء، والحليّ، كونها صورة من صور الفلكلور، والجمال الذي تتمتع به دول العالم. من هنا، تحرص دولتنا الحبيبة الإمارات على الحفاظ على الزيّ التقليديّ، لكونه موروثاً تراثياً يُعتز به. ويعتبر اللباس التقليدي للنساء الإماراتيات من بين هذه القيم الأصيلة، وقد استطاعت المرأة الإماراتية الحفاظ على هويتها، رغم الحداثة والتطور وهيمنة العلامات التجارية، ما يعكس تمسكها بأصالة جداتها، والحفاظ على هذه القيم، رغم وصولها إلى أعلى المراكز والمناصب القيادية، لأنها حلقةُ وصلٍ بين الماضي والحاضر.

«زهرة الخليج» تسلط الضوء على تفاصيل وجمالية الثوب الإماراتي، لتروي حكاية هذا الزي، الذي يعكس قيم الأصالة.

أوضحت شيخة الجابري، إعلامية وشاعرة وباحثة في التراث، أن الثوب الإماراتي، رمز الفخر والهوية، توارثته الشابات عن الأمهات والجدات، وظل محافظاً على طرازه التقليدي، رغم كل التطورات. وأضافت: لم تمنع المكانة البارزة، التي وصلت إليها المرأة الإماراتية اليوم، بحصولها على أعلى وأهم المراكز، من المحافظة على زيها التقليدي، الذي يعكس هويتها وقيم المجتمع الذي تربت فيه، فهي تجمع بين أصالة التراث، وعصرية التصاميم.

  • الزي الإماراتي
    الزي الإماراتي

وحول خصوصية الأزياء الإماراتية في شهر رمضان المبارك، أشارت الجابري إلى أن السيدات في الإمارات يحرصن على ارتداء «المخورة»، وفي بعض المناسبات ثوب التلي. تقول: «ترتدي المرأة الإماراتية (المخورة)، وثوب التلي، سواء السادة، أو المطرز في المنزل، وقد يكون التطريز بسيطاً، أو ينسج بالتلي. ويفرق بينها وبين تلك التي ترتديها في مناسبات خاصة، مثل: جمعات الإفطار، أو السحور، أو حتى الأعراس، الثوب المخور أو المزرّي، الذي يمتاز بخيوط الزري الذهبية والفضية، ولم يكن يتوافر لدى المجتمع القديم عند كل النساء، واقتصر توفره على نساء الأسر المقتدرة مادياً، حيث كانت تلجأ بعض النساء إلى استعارته، ثم إعادته إلى صاحبته، بعد انتهاء المناسبة».

خصوصية الثوب الإماراتي

وتبين شيخة الجابري أن الثوب الإماراتي يجمع بين التراث والحشمة، بألوان وزخارف وموديلات فريدة، فتقول: «أكثر ما يميز الملابس التقليدية، في الوقت الحالي، الزخرفة والتطريز بالخيوط الذهبية والفضية، من حيث شكل الخوّار، أو مساحته على قطعة القماش. وفي المجمل، يتكون زيُّ المرأة في الإمارات من قطع عدة، بدءاً من الشيلة كغطاء للرأس، انتقالاً إلى الكندورة النسائية أو الثوب، وصولاً إلى العباية والسروال والبرقع. أما قديماً، فكانت تختلف حياكة هذه الملابس بحسب المنطقة، والحالة الاقتصادية السائدة. ففي بعض المناطق، كانت تطرز ملابس النساء بالخيوط الفضية والذهبية والحريرية والقطنية، لتظهر بألوان جميلة ومتناسقة، وتُلبس في مناسبات الزواج، أو الزيارات الخاصة التي تتبادلها النساء، مثل: الذهاب لخطبة فتاة لأحد الأبناء، أو عقد قِران».

وأضافت: «هناك، أيضاً، الكندورة المطرزة بالتّلي، وهي عبارة عن نسيج شريطي كانت تصنعه النساء قديماً على أداة معدنية تسمى (الكاجوجة)، وتمتزج فيها ألوان الفضة، التي يتم تركيبها في ما بعد على القماش الخاص بالكندورة، أو السراويل، وتسمى القطعة التي تزين السروال (البادلة)، وتأتي بألوان مُبهجة وجميلة، حيث تصنع الملابس النسائية التقليدية الإماراتية من أقمشة الحرير والقطن والويل. أما الثوب، فيتم ارتداؤه فوق الكندورة، وهو عبارة عن جلباب من القماش الخفيف والشفاف، تظهر من تحته الكندورة، ومنه ثوب (ميزّع)، و(رفرف). ويتميز برقبته الواسعة المزودة بشريط مطرز، ومزخرف باللونين الأحمر والأبيض، بالإضافة إلى خيوط فضية عند منطقة الصدر، وكذلك أكمام الثوب الواسعة، والمطرزة بالخيوط الفضية».

  • النقدة.. والثريا.. والسرح
    النقدة.. والثريا.. والسرح

النقدة.. والثريا.. والسرح

قد تبدو هذه الأسماء غريبة للبعض، لكنها أسماء متعارف عليها في الأزياء الإماراتية.. تقول شيخة الجابري: تعد الكندورة العربية من أهم ملابس المرأة الإماراتية، وهي عبارة عن فستان يحاك من جميع أنواع القماش، ويتميز بخيوط التلي الذهبية المطرزة على الأكمام والرقبة، لتضفي على الكندورة لمعاناً وبريقاً يزيدان أناقة المرأة. وهناك، أيضاً، «الثوب» وهو عبارة عن القطعة الثانية، التي ترتديها المرأة فوق الكندورة، وتُستخدم في صنعه أنواع عدة من الأقمشة، وهو مستطيل الشكل يخاط من الجانبين، وتترك فتحتان طويلتان لليدين، وفتحة واسعة للرقبة، وقد تضاف إليه قطعة من الخلف، تسمى «الذيل». في حين يشبه «السروال» أو «البادلة» البنطال، لكنه يكون متسعاً وفضفاضاً.

وتوجد مسميات عدة للأثواب التي يتم ارتداؤها فوق الكندورة، منها «مْيزّع» أو «ميرّح»، أي تخريج الثوب بلون آخر من أقمشة أخرى تحاك معاً. أما ثوب «النقدة»، فقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى تطريزه بقطع الفضة أو خيوط الفضة، بالإضافة إلى ثوب «الثريا»، الذي يكون تطريزه على شكل مثلث عند الصدر، وقاعدته إلى الأسفل تشبه نجم الثريا في السماء. وهناك، كذلك، ثوب «سرح»، الذي يطرز بوحدات تنزل طولياً فقط، في حين يختلف الأمر في ثوب «حفن»، إذ تقطع زخارفه بخطوط أفقية. أما «السويعية»، فهي العباية المميزة بشكلها وطريقة خياطتها، وتكون زاهية رغم عتمة قماشها، وتصنع من الحرير أو الصوف، ويتم تزيينها بخيوط الزري.

مهمة الخياطة 

قديماً، كانت النساء يقمن بخياطة الملابس، سواء لهن أو للرجال. وفي المناسبات، كنّ يجتمعن في مكان واحد؛ لخياطة الملابس وتطريزها، وكانت تختلف بحسب الحالة الاقتصادية السائدة.

بين الماضي والحاضر

ولمعرفة الاختلافات، التي طرأت على زيّ المرأة الإماراتية اليوم، تقول الجابري: «يختلف زي المرأة حالياً، بشكل كبير، فلم تعد النساء يرتدين الملابس بالشكل التقليدي الخالص، عدا بعض الجدات والأمهات، اللاتي يحرصن على أناقتهن القديمة. أما فتيات اليوم، فقد تغيرت أشكال وأنواع وأقمشة ملابسهن، وتبقى الكندورة رفيقة بعض المناسبات البسيطة فقط».

هوية.. وأصالة

تؤكد مصممة الأزياء الإماراتية، فريال البستكي، أن «المخورة الإماراتية» تعتبر من التراث والهوية الأصيلة، إذ لا يمكن التخلي عنها، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث ترتديها العديدات من النساء لأسباب كثيرة، من بينها: الحشمة التي اعتادتها ابنة الإمارات، وتعزيز الهوية الوطنية، بالإضافة إلى أنها مريحة.

وحول التغيرات، التي طرأت على «المخورة الإماراتية»، تشير فريال إلى أن هذا التغير لم يكن جذرياً، وإنما اختلف نمط «المخورة»، وأنواع وأشكال التطريز، حيث كانت تستخدم قديماً خيوط الخوص أو الزري. أما حديثاً، فقد دخلت أنواع أخرى، مثل: الكريستال، والخرز، فيما حافظ التصميم على هويته من حيث القصات، والتطريزات البارزة على الصدر والأكمام.

أما في ما يخص ثوب التلي، فأكدت أنه كان يُصنع قديماً على أيدي النساء. أما في العصر الحالي، فبتنا نشهد صناعته في المصانع، وبآلات خاصة.

كما تؤكد حدوث بعض التغيرات الطفيفة على «المخورة الإماراتية» من حيث أنواع النقشات، ودخول التصاميم الغرافيكية، وتعتبر أقمشة الحرير والشيفون والقطن والتول الأكثر طلباً.

  • ركود.. ثم نهضة
    ركود.. ثم نهضة

ركود.. ثم نهضة

وتؤكد البستكي أن الثوب الإماراتي شهد بعض الركود في بداية الألفية. لكن قبل عشر سنوات، أصبح الإقبال عليه كبيراً من الفئات العمرية كافة، حيث تحافظ الكثيرات على ارتداء المخاوير القديمة، مثل: «البوتيلة»، و«البوطيرة»، مع تغييرات بسيطة على الأقمشة التي دخلتها الطباعة الرقمية.

ومن أبرز المناسبات التي ترتدي فيها الإماراتيات الزيَّ التقليديَّ: «حق الليلة، وشهر رمضان المبارك، وليلة الحناء».

«المخورة» إلى العالمية

وتشعر فريال البستكي بالفخر؛ بسبب الإقبال الكبير من نساء الجنسيات غير العربية على ارتداء «المخورة»، ما يُشعرهنَّ بالاندماج في المجتمع المحلي، إذ تقول: «أصبحت الأزياء العربية، اليوم، محل اهتمام من أبرز دور الأزياء العالمية، ولطالما شاهدنا مجموعات أزياء مستوحاة من الحضارة العربية وتراثها الأصيل، فأصبحت الأزياء المحتشمة فناً عريقاً».



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *