#تكنولوجيا

زهرة الخليج – الأردن
اليوم

لا شك في أن للذكاء الاصطناعي التوليدي فوائد جمة على الإنسان، في مجالات متعددة ومختلفة، منها: الطبي، والصناعي، والتعليمي. لكن تأثيره السلبي في الحياة البشرية يشكل مادة دسمة متاحة للتناول في كل حين، خاصة في ظل اعتماد الشركات الكبرى تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي ابتكرتها شركة «OpenAI»، وانتشرت كالنار في الهشيم بأرجاء العالم، في غضون عامين من الإعلان عنها، خاصة تطبيقَيْ: «تشات جي بي تي»، و«دال إي».

ويكمن القلق من أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخطر الكبير، الذي يتهدد بعض الوظائف البشرية، خاصة في مجالات: الإدارة المالية والمحاسبية، وإعداد الخطط والترقيات، وصولاً إلى تنظيم فترات العمل الإدارية، الأمر الذي بدأ يظهر بوضوح في معظم الشركات الكبرى، التي بدأت تخفيض وظائفها البشرية، لصالح تقنيات الذكاء الاصطناعي.

• 

لكن منبع الخوف الجديد، من التطور التكنولوجي المذهل الذي يقوده الذكاء الاصطناعي التوليدي، هو القلق من إمكانية إنشاء صور وفيديوهات لأشخاص، بالاعتماد على التقنيات الثورية التكنولوجية، الأمر الذي يجعل من شخص لا علاقة له بأمر ما، موجوداً بشكل حي في المكان الذي يرغبه الذكاء الاصطناعي بطريقة أقرب إلى التصديق، فتنشأ عن ذلك مشكلات جمة، منها: القانوني، والقضائي.

ولهذا السبب، ابتكرت شركة «أوبن أيه آي» أداة للتحقق من الصور والفيديوهات، تتيح للمهتمين معرفة ما إذا كانت الصور والفيديوهات المعروضة أمامهم حقيقية، أم مصنوعة من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي!

وأعلنت «أوبن أيه آي» في بيان صحافي لها، أنها ابتكرت برنامجاً يرصد أي صور تم إنشاؤها عبر أداة تسمى «دال إي 3» (DALL-E 3)، وتقول الشركة، في البيان الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، إن الأداة الجديدة بإمكانها أن ترصد أي صورة موجودة في العالم أو فيديو، ومعرفة ما إذا كانت حقيقية أو مولدة عبر الذكاء الاصطناعي، بدقة معلومات صحيحة تصل إلى 98%.

وأكدت الشركة أنها ستضيف، في وقت لاحق، علامات مائية تستحيل إزالتها، ويستطيع الجمهور من خلالها معرفة الصور المُبتكرة بواسطة الذكاء الاصطناعي، امتثالاً لمعايير «التحالف من أجل مصدر المحتوى وأصالة البيانات الرقمية» (C2PA)، ويهدف التحالف التقني التكنولوجي إلى وضع معايير دقيقة؛ لتحديد مصدر المحتوى الرقمي وأصالته.