ذبح الأضحية أمام الأطفال في عيد الأضحى هو موضوع حساس يتطلب التفكير بعناية في تأثيره النفسي والتربوي، فمن جانب، يمكن أن يساهم هذا الفعل في تعليم الأطفال قيم التضحية والكرم وتعريفهم بتقاليد دينهم، ما يعزز شعورهم بالانتماء والمشاركة في مناسباتهم الدينية والثقافية، ومن جانب آخر، قد تثير مشاهد الذبح خوفًا أو صدمة نفسية لدى الأطفال غير المهيئين لفهم هذه العملية بشكل كامل، خصوصا إذا كان الطفل يلعب مع الحيوان وتعلق به قبل ذبحه، وقد يصل التأثير النفسى إلى رفضه تناول اللحوم وذلك بسبب عدم وجود توعية وتأهيل كافى قبل ذبح الأضحية أمامه. 

تأهيل الطفل 

وفى هذا السياق قال الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى جامعة عين شمس لـ”اليوم السابع”: “قبل السماح للطفل بمشاهدة ذبح الأضحية من الضرورى أن أسرد له قصة الأضحية لأنه غير مدرك سبب الذبح فكل ما يشاهده إننا نذبح الحيوانات بدون سبب، ومن الضرورى أيضًا أن يكون سن الطفل الذى يشاهد الأضحية أكثر من 7 سنوات لكى يدرك ويفهم قصة سيدنا إبراهيم مع سيدنا إسماعيل وإنى أفهمه أن ذبح الأضحية في قصة سيدنا إبراهيم كانت فداء لروح إنسان، وإنها شيء عظيم يحاكى فعل الأنبياء وإنها سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يستقر في ذهنه إنها عادة دينية مستحبة وليست بها وحشية أو عنف”.

وأضاف: “من الأفضل أن أشرح له عن طريق صور مجسمة وفيديوهات مناسبة لعمره”، لو تركنا الطفل يشاهد ذبح الأضاحى دون أن أوعيه وأفهمه سيعتقد إننا نذبح الحيوانات من أجل العنف والوحشية فقط وذلك من الممكن أن يعرضه لمشاكل نفسية”.

هل نسمح بتآلف الطفل مع الأضحية قبل الذبح؟

في الغالب نرى الأطفال يلعبون مع حيوان الأضحية ويتعلقون به قبل الذبح ولكن تأثير ذلك يعتمد على طبيعة وشخصية الطفل. وقال الدكتور إبراهيم مجدى: “إن شخصية الطفل هي التي تحدد هل من الأفضل أن يتآلف الطفل مع الأضحية قبل الذبح أم لا، ومن الضرورى أن أكون عارف شخصية طفلى، لأن هناك أطفال مشاعرها مرهفة من الممكن أن تتعلق بالحيوان فإذا كان الطفل حساس من الأفضل إنى أبعده عن الحيوان، لكن إذا كان الطفل شخصيته قوية ويعرف أن هناك  فرقًا بين الحيوان الأليف وحيوان الأضحية، ومن الممكن أن أتركه يصاحب الحيوان ويلعب معه”.