TodayPic

مجلة اخبارية

منوعات

مشاعل العايد: السباحة منحتني الثقة بالنفس


#تحقيقات وحوارات

في ظل استمرار الإنجازات الرياضية النسائية بالمملكة العربية السعودية، تبرز مشاعل العايد في عالم السباحة بإنجازاتها على الساحة الدولية، إذ وضعت بصمة لامعة في تاريخ السباحة السعودية، حاصدةً العديد من الميداليات في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب، التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمنافسة قوية وتألق لافت، ما يشكل بداية واعدة لمسيرتها الرياضية نحو بطولات العالم، والأولمبياد.. مجلة «زهرة الخليج» أجرت لقاءً مع البطلة السعودية؛ لمعرفة المزيد عن قصتها الملهمة، ورحلتها في عالم السباحة، ومسيرة احترافها وتطورها الرياضي، منذ اكتشاف شغفها، وحتى تحقيقها النجاحات الدولية:

حدثينا عن بداياتك في ممارسة الرياضة!

 بدأت تعلم السباحة في مصر، وأنا في السادسة من عمري، ومنذ الصغر مارست رياضات متنوعة، مثل: الباليه، والتنس، والجمباز، بالإضافة إلى كرة القدم والجري، حتى احترفت رياضة السباحة، التي وجدت شغفي بها، وتفوقي فيها. ولا شك في أن تشجيع والديَّ، وحبي للسباحة، جذباني إلى هذه الرياضة المفيدة والممتعة، التي تتطلب انضباطاً وتمريناً لتحسين إتقان حركة وانسيابية الجسم في الماء؛ حتى يتمكن السباح من بذل أقل جهد، وقطع المسافة بسرعة، وكذلك جذبتني روح التعاون بين فريق السباحة، وحب التنافس كان عنصراً أساسياً أيضاً. 

  • مشاعل العايد: السباحة منحتني الثقة بالنفس
    مشاعل العايد: السباحة منحتني الثقة بالنفس

حركة.. وانسيابية

من الذي اكتشف موهبتكِ الكبيرة في رياضة السباحة؟ التحقت بمدرسة لتعليم السباحة في دولة الكويت عام 2013، وهناك قضيت قرابة العامين في تعلم أساسيات السباحة، على يد مدربين متخصصين، على أسس عالية، ومعايير دولية، إلى أن اجتزت اختبارات الصعود من مستوى تعليم إلى مستوى تطوير السباحة. حينها أخبر الطاقم الفني لفريق السباحة والدي بأنني قادرة على تمرين أكثر حملاً وتكراراً؛ لرفع مستواي، ومسارعة وتيرة التطور. 

متى بدأت مسيرتك الاحترافية مع اللعبة؟

في التاسعة من عمري، بدأت المشاركة في بطولات محلية بدول: الكويت، وقطر، وعمان. وبسبب استمرارية التمرين مع فريقي ومدربي؛ حصلت على المركز الثاني في بطولات خليجية خلال عامين متتاليين. بعد عودتنا إلى وطننا المملكة العربية السعودية، التحقت بأندية عدة؛ لأواصل مسيرة تطوري الرياضي، حتى تم اكتشاف موهبتي من قِبَل الاتحاد السعودي للسباحة، واختياري لأكون ضمن «برنامج رياضيي النخبة»، تحت مظلة المركز الأولمبي الوطني. بعدها، تمكنت من المشاركة في بطولات دولية للسباحة بمدينة ملبورن بأستراليا، ومدينة «فوكووكا» في اليابان، ولوكسمبورغ.

ماذا عن دعم العائلة في حياتك؟

تحرص أسرتي على دعمي وتشجيعي، رياضياً ودراسياً. ويلعب والداي دوراً حيوياً في توفير البيئة المناسبة لتطوري الرياضي والأكاديمي، بالإضافة إلى تحفيزي وتوجيهي في تحقيق أهدافي. فقد كان حثهما ودعمهما لتنظيم وقتي وتوفير البيئة الأنسب لي عاملاً رئيسياً لنجاحي. أحظى، كذلك، بتشجيع أخي الأصغر؛ حيث إنه سباح أيضاً، وينتسب إلى الفريق نفسه، ولعل تطوره السريع، مؤخراً، جعلني فخورة به، ومتحمسة لمنافسته في الوقت نفسه.

هل أثرت السباحة في حياتك، وشخصيتك؟

علمتني هذه الرياضة الثقة بالنفس، والإصرار على تجاوز التحديات، بالإضافة إلى تعزيز روح الفريق، ومهارات التنظيم والموازنة بين مختلف جوانب حياتي. كما أن لها تأثيراً إيجابياً في الصحة العامة والعقلية، ما يجعلني متحمسة لمواصلة التدريب والمنافسة. السباحة، أيضاً، تساعد في التغلب على ضغوط الحياة، وتحرك معظم مجموعات العضلات الرئيسة، بما في ذلك: الساقان، والذراعان، والظهر، والكتفان، وعضلات البطن، ما يسهم في زيادة المرونة، ومنع الإصابة، وبناء صحة القلب، والأوعية الدموية.

كيف تستعدين قبل البطولات المهمة؟

 قبل البطولة بحوالي 8 أسابيع أكثف تمريناتي، سواء في عدد الساعات، أو السرعات، وقبل البطولة بأسبوع أخفف عدد ساعات تمريني، ومسافاتها؛ حتى ترتاح عضلاتي قبل انطلاق السباق.

دعم.. وانتشار

حدثينا عن التحديات، التي واجهتك في مسيرتك الرياضية، وتغلبك عليها!

 الرياضة النسائية السعودية تشهد إقبالاً كبيراً، ودعماً ضخماً من الاتحادات الرياضية، التابعة للجنة الأولمبية، ووزارة الرياضة، الأمر الذي من شأنه التصدي لأي تحديات وصعوبات. على المستوى الشخصي، واجهت تحديات خلال فترة «كورونا»، كصعوبة مواصلة تدريباتي، ما أثر في مستواي. ومع ذلك، بفضل الإصرار والتفاني، تمكنت من العودة للتألق في المنافسات. أتمنى، في الفترة المقبلة، زيادة إقبال الفتيات؛ لتوسيع القاعدة التي تؤهلنا لتمثيل المملكة في المحافل الدولية، والتي ستتحقق في ظل جهود الاتحاد، وسعيه إلى إقامة بطولات السباحة تحت مظلته لفرق البنات، وانضمام السباحات المقيمات إلى هذه البطولات، ما يساهم في رفع مستوى المنافسة، وأيضاً زيادة انتشار وشعبية اللعبة في المملكة. شاهدنا، في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب التي أقيمت مؤخراً بدولة الإمارات الشقيقة، مستويات مميزة لسباحي وسباحات المملكة، ما أهلهم للتتويج، ونيل الميداليات الذهبية، وهذا دليل على تطور وتقدم اللعبة في المملكة.

  • التأهل لبطولات العالم والأولمبياد
    التأهل لبطولات العالم والأولمبياد

كيف كانت تجربتك في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب؟

كانت تجربة ملهمة وتحفيزية، فقد شهدت البطولة أجواءً تنافسية رائعة، نظراً لقوة المشاركين والمشاركات، وحسن التنظيم المعهود من دولة الإمارات. وكان من دواعي فخري واعتزازي تشريف ورفع علم السعودية الغالية؛ بحصولي على الميدالية الذهبية في سباق 100 متر صدر، والميدالية الفضية في سباق 100 متر فراشة، والميدالية الفضية في سباق 100 متر حرة، كما تمكنت من الخروج بأكبر استفادة من المشاركة، واكتسبت مهارات وخبرات جديدة، ستدعمني في مشاركاتي القادمة.

ماذا عن طموحاتك الرياضية؟

طموحي هو التأهل لبطولات العالم والأولمبياد، وتحقيق الإنجازات الكبيرة على المستوى الدولي. وأرغب في أن أكون مثالاً يحتذى للفتيات اللواتي يطمحن إلى دخول المجال الرياضي.

ما نصيحتك للفتاة العربية؟

نصيحتي لكل فتاة عربية، هي أن تحلم بجدية، وتعمل بإخلاص لتحقيق أهدافها؛ فإنني على يقين أن لكل مجتهدٍ نصيباً؛ فالرياضة تمنحنا القوة والثقة والصحة. وفي ظل وجود العديد من الفرص والدعم، عليها أن تستفيد منها، وتتألق في مجالها الرياضي المفضل.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *