TodayPic

مجلة اخبارية

اخبار عامة

كيف يؤثر نقص الرقائق الفائقة على شركات الذكاء الاصطناعي؟



ليست OpenAI وحدها التي تواجه أزمة في هذا السياق، بل إن Microsoft في أحدث تقاريرها، أشارت -للمرة الأولى- إلى نقص تلك الوحدات الذكية أيضاً.
وورد في التقرير أن الشركة التي تمضي قدماً في تقييم الفرص المتاحة لتوسيع مواقع مراكز البيانات الخاصة بها لتلبية الاحتياجات المتطورة للعملاء، خاصة فيما يتعلق بخدمات الـ AI، يعتمد ذلك على مدى توافر إمدادات الشبكات والخوادم (بما يتضمن وحدات معالجة الرسومات).

تعكس هذه الإشارات نُذر أزمة مُحتملة قد تواجهها شركات الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر حدة، جراء نقص الوحدات الذكية ذات الاستخدامات الأوسع في تلك الصناعة، وفي ضوء محدودية الإنتاج العالمي من تلك النوعية من وحدات الـ GPU (وتمركزها بنسبة تفوق الـ 80 بالمئة لدى شركة إنفيديا الأميركية كأكبر المُنتجين لها)، وفي خطٍ متوازٍ مع تزايد الطلب على الرقائق مع التطور السريع لتطبيقات الـ AI.

تأثير الأزمة

وعلى اعتبار أن الرقائق الإلكترونية تعتبر أساسية لتشغيل وتطوير التقنيات المتقدمة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُمكن إيجاز الأثر المحتمل لنقص الرقائق الذكية فائقة الجودة على قطاع الذكاء الاصطناعي وخطط الشركات الحالية والمستقبلية، في عددٍ من النقاط الأساسية التالية:

  • نقص الرقائق يعني أن الشركات المصنعة تواجه صعوبات في تلبية الطلب المتزايد على الرقائق من تطور تقنيات الـ AI، الأمر الذي يهدد بدوره الجداول الزمنية للمشاريع وقدرة الشركات على تلبية احتياجاتها التقنية.
  • قد تضطر الشركات -حال التعامل مع أزمة نقص الرقائق- إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها للتوريد والإنتاج، مثل التحول إلى مصادر توريد بديلة أو بناء مصانع إنتاج جديدة (كما هو الحال بالنسبة لشركة Microsoft التي ذكرت تقارير أنها بدأت سراً منذ 2019 تطوير رقائق فائقة). هذا يمكن أن يستغرق وقتاً ويتطلب استثمارات كبيرة.
  • نقص هذه النوعية من الرقائق يؤدي إلى زيادة أسعار الرقائق المتاحة في الأسواق نتيجة للعرض الضيق والطلب المتزايد. وهذا يمكن أن يزيد من تكاليف تصنيع الأجهزة والمنتجات التي تعتمد على تلك الرقائق، وبالتالي يمكن أن يؤثر على الربح.
  • هذا النقص قد يقيد القدرة على الابتكار وتطوير التقنيات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي. فالتقنيات المتقدمة تتطلب رقائق أكثر قوة وأداءً، وإذا كانت هذه الرقائق غير متاحة بسهولة فقد تضطر الشركات لتأجيل أو تقليل مشاريعها.
  • ميلاد منافسين جدد في صناعة الرقائق المتقدمة، واندفاع عديد من الشركات المصنعة الأصغر لتطوير أدواتها وحجم إنتاجها.

وتحتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى أداء عالٍ وقوة محسّنة، مثل تدريب النماذج العميقة والتعلم العميق.

وبالتالي فإن نقص الرقائق يمكن أن يؤثر بشكل خاص على هذه القطاعات، ما يمكن أن يؤدي إلى تأخير في تقدم هذه المجالات وتقدمها.

أزمة مؤقتة

يقول خبير تكنولوجيا المعلومات، العضو المنتدب لشركة IDT للاستشارات والنظم، محمد سعيد، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن أزمة نقص الرقائق المتقدمة هي أزمة مؤقتة، ومن المؤكد أنها سوف تنتهي في وقت لاحق. (ويُشار هنا إلى تقديرات خبراء -طبقاً لتقرير نشرته شبكة CNN الأميركية- يتوقع استمرار الأزمة الراهنة لمدة قد تزيد عن عام).

ويعتقد سعيد بأن “صناعة الرقائق وأشباه الموصلات بشكل عام من المتوقع أن تشهد طفرة كبيرة في المرحلة المقبلة”، لا سيما بعد أن سلطت جائحة كورونا ومن بعدها تداعيات الحرب في أوكرانيا الضوء على تلك الأزمة، كذلك الحال بالنسبة لتبعات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وأثرها في تنبيه الدول والمؤسسات إلى الرقائق المتقدمة وأهميتها (بما قاد إلى خطط للتوسع في إنشاء مصانع جديدة للرقائق تلبي الطلب المتزايد عليها من جانب شركات التكنولوجيا، وفي ظل التطور الواسع والتطبيقات الجديدة).

ويُشار هنا إلى تسريع الولايات المتحدة الأميركية لخط مشاريع إنتاج الرقائق، ووضعها من جانب إدارة الرئيس جو بايدن كأولوية، بعد إقرار قانون دعم تصنيع الرقائق “تشيبس”، والذي يقدم تمويلاً مليارياً (52 مليار دولار) للشركات المحلية والأبحاث.

وفي تقدير خبير تكنولوجيا المعلومات، العضو المنتدب لشركة IDT للاستشارات والنظم، فإن الأزمة الحالية من شأنها أن تفتح فرصاً أوسع لمعالجة هذا النقص، لجهة التوسع الكبير المُنتظر في تلك الصناعة في المرحلة المقبلة كمجال تنافس كبير، وبالتالي فالأزمة لا تعدو سوى كونها أزمة مؤقتة، كذلك الشركات تلجأ إلى بدائل معينة.

ويقلل من مدى تأثر شركات الذكاء الاصطناعي عملياً بنقص الرقائق في الوقت الحالي، بالإشارة إلى أنه رغم تلك الأزمة كانت الفترات الماضية هي فترات انتعاشة هذه الشركات والتطور الواسع في التطبيقات المختلفة، وهذه الطفرة حدثت بينما أزمة نقص الرقائق حاضرة بقوة منذ جائحة كورونا وحتى الآن.

لكنّ عدم التعامل السريع مع أزمة نقص الرقائق المتقدمة حالياً، من شأنه أن ينذر بأزمة أكبر تلاحق شركات الذكاء الاصطناعي وتهدد برامجها مستقبلاً، لا سيما وأن أزمة الرقائق الفائقة الحالية تختلف عن الأزمة التي كانت حاضرة إبان جائحة كورونا وقت ارتفاع الطلب على الألعاب والأجهزة الإلكترونية، على اعتبار أن الأزمة الحالية ترتبط بشكل وثيق بالوحدات الأكثر تقدماً والخاصة بنماذج الذكاء الاصطناعي وتطويرها.

تزايد الطلب

وكان نائب الرئيس الأول في وكالة “موديز إنفستورز سيرفيس” راج غوشي، قد ذكر في مذكرة قبل ثلاثة أشهر، إن الصناعة لم تكن مستعدة لهذا الحجم الهائل من الاندفاع في الطلب على وحدات معالجة الرسومات”، مشيراً إلى هيمنة نيفيديا على السوق بشكل كامل (بنسبة 84 بالمئة من الإنتاج).

ما يُعقد الأزمة هو أن مُصنعي تلك الوحدات فائقة الجودة يواجهون صعوبات في الإنتاج، ترتبط بإمكانية الوصول إلى المدخلات الرئيسية المستخدمة، في ضوء تبعات التطورات الجيوسياسية الحالية التي يشهدها العالم وانعكاساتها المختلفة بعد الحرب في أوكرانيا.

من جانبه، يلفت أخصائي التطوير التكنولوجي، هشام الناطور، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى تأثيرات الصراعات السياسية والحروب التجارية بين عدد من الأقطاب -لا سيما الولايات المتحدة والصين- على شركات التكنولوجيا عموماً، وفي خطٍ متوازٍ مع الصراع الواسع بين أقطاب العالم في الذكاء الاصطناعي، وسعي كل طرف لتطوير أدواته وتقنياته العالية والدقيقة في عالم الـ AI وبالتالي زيادة الطلب على الرقائق.

ويوضح أنه في إطار الحروب الاقتصادية القائمة تتأثر عديد من الدول والشركات، في ظل سعي كل طرف إلى تأخير الطرف الآخر عن مواكبة موجة الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال وضع عقبات وضغوطات أمام توريد تلك الرقائق أو المواد الأولية (المدخلات) المستخدمة في التصنيع (..)، مشيراً في السياق نفسه إلى أن دولة مثل الصين تعمل على التغلب على مثل تلك العقبات وتتبنى حلولاً خاصة لتطوير صناعة الرقائق في مواجهة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

ويتحدث الناطور عن أثر نقص الرقائق على الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن شركات بعينها يُمكن لها الاستفادة من تلك الأزمة (من منطلق مصائب قوم عند قوم فوائد، على حد قوله)، وبالتالي تستطيع بعض الشركات العاملة في القطاع أن تتخطى أخرى وتتفوق عليها في تقنيات الذكاء الاصطناعي (..) مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تلك الأزمة يمكن أن تكون دافعاً لشركات تكنولوجية من أجل الابتكار، سواء لجهة البدائل المتاحة أو تطوير وحدات ورقائق فائقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي مواصلة مسيرة التقدم بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

(function(d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s); js.id = id;
js.src = “https://connect.facebook.net/ar_AR/all.js”;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *