من وحى مسلسل حق عرب .. الداية موزة 84 سنة أقدم مولِّدة فى الإسماعيلية
الداية في مسلسل حق عرب
وبالصدفة كانت زوجة السويركي ماجدة “سلوى عثمان” تلد في نفس اليوم، ففكرت صباح أن تبدل الطفلين، وبالفعل ساعدتها على ذلك حُسنية الداية “عايدة فهمي”، واتفقت معها أن ترسل لها كل شهر مبلغا من المال، ولكن قررت حسنية “الداية” بعد مرور كل هذه السنوات أن تطلب منها مليون جنيه، وتهددها إذا لم تعطها النقود تبلغ زوجها عبد ربه.
وفى الواقع، بدأت مهنة “الداية” تندثر تدريجيًا، إلا أن هناك من تمسكت بمهنتها حتى الآن وتزاولها إذا احتاج الأمر لذلك في حالات طارئة شريطة التصريح الطبي بالمزاولة.
الداية زمان تورث ابنتها المهنة
“أنا ولدت ستّات كتير جدَا مقدرش أعدهم” تتذكر انشراح أمين خليل أو “موزة” 84 عامًا وتعمل داية في محافظة الإسماعيلية، وتعملت المهنة وهى في سن صغيرة، في طفولتها حيث كانت تعيش “موزة” في مركز بلبيس مع عمتها “الداية” التى ربتها هى وأخواتها بعد وفاة أمها، كانت تصطحبها أثناء توليد سيدات المركز. فتعلمت الفتاة المهنة وعرفت أسرارها.
تقول “موزة”: “لم تبخل عمتى بأى بمعلومة حتى لو بسيطة، فقد علمتنى المهنة، وأصبحت أعمل بها في سن الـ 17 عامًا، ثم زوجتنى ابنها وكان يعمل في السكة الحديد”. وبعد نصر حرب أكتوبر المجيد اتنقلت “انشراح” من بلبيس للإسماعيلية مع عائلتها، كان هناك أمل يراوضها أن تحصل على رخصة الولادة، حيناها ذهبت الفتاة صاحبة الـ20 عامًا فى ذلك الوقت إلى مستشفى السبع بنات للولادة بمنطقة نمرة 6، وتدربت على يد نخبة من كبار الأطباء وأساتذة التوليد في مصر، وكانت من أوائل المتدريبن وحصلت على شنطة فيها كافة أدوات الولادة التى تستخدمها أثناء عملها.
تظل الداية مع السيدة حتى يوم السبوع
وتابعت “انشراح” حديثها لـ”اليوم السابع”: “أول حاجة في الولادة هو الفحص، بعدها أحدد ميعاد الولادة، وأدعى ربنا يسهل للوالدة وأقول (يا قوليلا ادحرجى، لو كنت بنيا وصبى، بقدرة العلي العظيم، سير بلا تعسير، إن كنت بنيا ولا صبى، نزلت من النور للظلام، وطلعت من الوسع للضيق، بقدرة الله العلى العظيم)، ولازم أقول الكلام ده وأنا بولدها والحمد لله الأمر بيسهل، وبكون معاها لآخر لحظة بعد الولادة، بولدها وأمرضها وأطمن عليها وعلى المولود وامنع أى حد ممكن يدخل يشوفها عشان الحسد، وبعد الولادة بيوم بروح بنفسي عشان معايا رخصة أثبت المولود، وأحرص على تطعيماته في الأيام الأولى، وأفضل أتابع معاهم ولحد قبل السبوع بيوم أروح أحضر السبع حبات وبعدين أعمل السبوع تانى يوم”.
وتكمل “موزة” حديثها قائلة: “هناك أوقات كثيرة كنت أجد الزوج يغضب حين تأتى المولودة بنت ولكنى أعمل جاهدة على تغيير رأيه وأقول له مميزات البنت، وأنها رزق من ربنا وهى التى سيكون معه في كبره وتعمل على راحته”.
بدأت الأجرة بالقروش حتى وصلت 1000 جنيه
وعن الأجور زمان قال “الداية”: “كنت آخذ مبلغ زهيد في الماضى بضع من القروش أو قطعة من الحلوى، حسب مكانة البيت ووالد الطفل، ولكن مع مرور الزمن زادت الأجرة وأصبحت جنيه ثم اثنان حتى وصلت إلى الألف جنيه، وإذا كان المولود ولدا وأتى بعد سنوات يهادينى والده بمبلغ كبير قد يتعدى الثلاث آلاف جنيه”.
واختتمت الداية حوارها لـ “اليوم السابع” قائلة: “أحمد الله أنه رزقنى هذه المهنة، فأسعد لحظات حياتى حين أخرج الطفل من أمه وأسمع صراخه، وأدعو له بالصحة والعافية والصلاح”.
Source link