وتواصل متسائلة: “كيف يمكنه أن يستمر في الحياة والعمل مع هذا الكم الضخم من الجينات؟”

والجينوم هو الخريطة الجينية الكاملة للكائنات والتي تحوي كل المعلومات والصفات الخاصة به اللازمة لكي يحيا ويتطور.

وتمتلك الكثير من النباتات خرائط جينية ضخمة ويسعى العلماء لاكتشاف سبب ذلك.

ويعمل العلماء على اكتشاف كيفية تأثير هذه الخرائط الجينية على عمل النباتات وآثارها على انقراض بعض الكائنات.

وينتمي السرخس إلى فصيلة من النباتات البدائية والتي ظهرت في حقبة ما قبل انقراض الديناصورات وحت قبل ظهورها على سطح الأرض.

ويوجد السرخس فقط في جزيرة كاليدونيا الجديدة في منطقة المحيط الهادئ وبعض الجزر النائية المجاورة وينمو على جذوع الأشجار في الغابات المطيرة.

وفي الدراسة التي كشفت الأمر، والتي نشرت في دورية “أي ساينس” الدولية كشف الباحثون أنهم استخرجوا الخريطة الجينية من عينات من النبات جاءت من جزيرة كاليدونيا الجديدة.

وكشفت الدراسة الحجم الهائل للصبغات الجينية في النبات وكلما زاد عددها الجينية، زاد حجم الجينوم.

واتضح مع البحث أن النبات كسر الرقم القياسي لحجم الجينوم في الكائنات الحية وبلغ عدد الصبغ الجينية له نحو 160 مليار زوج.

ومقارنة مع الجينوم البشري مثلا والذي يبلغ 3 مليار زوج من الأصباغ الجينية يتضح الحجم الهائل لجينوم السرخس المعني.

ويقول أدم كيلوارد من موسوعة غينيس للأرقام القياسية: “فكروا فقط في أن الجينوم الخاص بهذا النبات البسيط يبلغ 50 ضعف الجينوم البشري، وهذه إشارة بسيطة لحجم الجهد الذي ينبغي أن نبذله للبحث في عالم النباتات أكثر لنعرف ما لانعرفه، ونعلم أن أهم الأشياء ليست بالضرورة ما تبدو كذلك”.

وتوجد الخريطة الجينية لكل كائن حي سواء نبات أو حيوان داخل نواه كل خلية حية من خلاياه.

وتوفر هذه الخريطة الجينية المعلومات اللازمة للخلايا لكي تنمو وتمارس مهامها وتصدر الأوامر اللازمة في الجسد تبعا للكروموسومات الناشطة.

وتختلف أحجام الجينومات الخاصة بالكائنات الحية، خاصة في عالم الجيوانات فبعض الأسماك لديها أحجام هائلة من الجينومات مثل السلمندر والذي يمتلك 120 مليار زوج من الصبغ الجينية.

على النقيض، شجر الصنوبر لديه جينوم صغير جدا ولو طبعته مثلا فلن يفوق طولها على الورق 66 سنتيمترا فقط.