TodayPic

مجلة اخبارية

الاقتصاد

حرب غزة تزيد بريق الذهب وترفع النفط والتضخم… وتلجم الفائدة والأسهم


مع بدء عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقها الجناح العسكري لحركة حماس، وما تلاها من تنفيذ عملية «السيوف الحديدية» المضادة التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، كان السؤال مستحقاً عن أبرز التداعيات الاقتصادية للحرب في غزة؟
وفيما تتباين الآراء في شأن تأثير الحرب على الأسواق حالياً، يرى البعض أنه من المبكر تقييم آثارها فيما يرى آخرون تأثيراً مباشراً على 4 محاور.
الأول يتعلق بأداء أسواق الأسهم، وهو ما بدا ضغطه واضحاً من بداية تعاملات الأسبوع، حيث لم تسلم بورصات المنطقة من الضغوط النفسية لتداعيات الحرب لتسجّل غالبية أسواق المنطقة بأول تعاملات الأسبوع تراجعات جماعية، إذ خسرت بورصة تل أبيب في الجلسة الأولى 13.5 مليار دولار من قيمتها السوقية، مقابل 11.2 مليار خسرتها 7 أسواق عربية 5 منها خليجية إضافة إلى سوقي مصر والأردن.
أما الثاني فيتعلق بابتعاد المستثمرين عن المخاطرة كرد فعل أولي على تطورات الشرق الأوسط الجيوسياسية مع لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة كالذهب، فيما يأتي المحور الثالث من باب زيادة معدلات التضخم مدفوعة بارتفاعات غير محددة حتى الآن بأسعار السلع.
ويرتبط المحور الرابع بمدى تأثير الأحداث على توجهات «الفيدرالي» الأميركي، حيث قال رئيس قسم السلع في «ساكسو بنك»، أولي هانسن، إن التوترات بين غزة وإسرائيل قد تجبر «الفيدرالي» على وقف عمليات رفع الفائدة.
وعموماً يبدو أن المستثمرين على مستوى العالم منهمكون في شبه عزوف تام عن الاستثمارات التي تتسم بالمخاطرة، في حين تنصب اهتماماتهم بقوة نحو أصول الملاذات الآمنة، وأبرزها الذهب الذي يزدهر بقوة في أوقات الأزمات والحروب.
وخلال اليوم الأول لبدء الحرب، قفزت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1.2 في المئة إلى 1854 دولار للأونصة، ليسجل أعلى مستوى في أسبوع، كما قفزت العقود الآجلة الأميركية للذهب 1.2 في المئة إلى 18671 دولار.
وفي اليوم التالي ارتفع الذهب نحو 1.6 في المئة، في أكبر قفزة يومية في 5 أشهر، وحتى اليوم الرابع للحرب لايزال الذهب يواصل ارتفاعه، وفق «رويترز»، إذ عزّزت الأزمة من الطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل حالة من عدم اليقين، تسود الأسواق العالمية.
أوقات الأزمات
ويعتبر خبراء عدة أن الذهب يستعيد بريقه ويزدهر عادة في أوقات الأزمات، وفي هذا الإطار يقول خبير الأسواق عمرو عبدو، في تصريح لـ«العربية.نت»، إن الذهب، الذي غالباً ما يُعتبر واحداً من أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين خلال أوقات الاضطرابات الجيوسياسية، كان من المتوقع أن يشهد ارتفاعاً نتيجة لتجدّد حدة الصراع بالشرق الأوسط، وهو ما حصل بالفعل، حيث يواصل ارتفاعه الآن.
وأشار عبدو، إلى أن المستثمرين الآن يبحثون عن ملجأ في هذا المعدن الثمين كطريقة من وسائل التحوط ضد حالات عدم اليقين التي تسود الأسواق في أوقات الأزمات، وتابع: «إذا استمر الصراع في التصاعد وطالت مدته، فإنه من المتوقع استمرار تصاعد أسعار الذهب، لأن المستثمرين سيظلون يبحثون عن ملاذات آمنة لمحافظهم الاستثمارية».
ويضيف خبير الأسواق أنه يلاحظ حتى قبل بدء الأزمة أن التحوط، من خلال شراء الذهب، تحوّل إلى ظاهرة عالمية منذ 2022 عندما بدأت الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى فصول الحرب التجارية بين أميركا والصين، حيث يلاحظ زيادة الطلب على الذهب من روسيا والصين وإيران، لأن هذه الدول نوّعت احتياطياتها من خلال الحصول على الذهب استجابة للمخاوف في شأن العقوبات الاقتصادية.
مخزونات النفط
وعلى صعيد متصل، ارتفعت أسعار النفط وكان الخامان القياسيان ارتفعا أكثر من 3.5 دولار الإثنين الماضي، ولكنهما أغلقا على انخفاض في جلسة الثلاثاء. ويرى «غولدمان ساكس»، أنه لا يوجد أي تأثير كبير على مخزونات النفط خلال الفترة القادمة بسبب التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبه، قال مدير أبحاث سلع التعدين والطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار، إن الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط بسبب التوترات بين غزة وإسرائيل موقتة لتأثيرها المحدود على المعروض في السوق.
وقال المحلل في «سيتي غروب»، إيد موريس، إن التوترات بين غزة وإسرائيل سيكون لها تأثير طويل الأمد على أسواق النفط.
وأعرب محافظ المركزي الفرنسي، فرانسوا فيلروي دو غالو، عن القلق بشكل خاص في شأن تطورات أسعار النفط جرّاء الوضع في إسرائيل.
5.4 مليار دولار مستحقة بديسمبر
إطلاق حملة سندات الشتات
أطلقت إسرائيل حملة سندات الشتات، أول من أمس، لجمع الأموال وسط حربها مع حركة حماس، حسبما أظهرت تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بسندات إسرائيل، وهي أداة الاقتراض لسندات الشتات.
وجاء في تدوينات على مواقع لينكدإن وإنستغرام وإكس (تويتر سابقاً): «أطلقت سندات إسرائيل حملة دولية لجمع الأموال لصالح الدولة اليهودية وهي في حالة حرب… استثمروا في سندات إسرائيل لإمداد الأمة بالموارد المالية في أحلك ساعاتها». و
جاء على موقع (سندات إسرائيل) على الإنترنت أن لديها سندات بقيمة 5.4 مليار دولار مستحقة في 31 ديسمبر ما يمثل نحو 12 في المئة من الدين الحكومي الخارجي.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *