– 10 في المئة انخفاضاً بالأسعار في الأسبوع الأول من أكتوبر بعد تسجيلها أعلى مستوياتها في 11 شهراً نهاية سبتمبر
– 273 ألف برميل يومياً زيادة إنتاج «أوبك» الشهر الماضي مع ارتفاع إمدادات نيجيريا والسعودية والكويت

ادت شركة كامكو إنفست بأنه بعد أن وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ 11 شهراً تقريباً قرابة نهاية شهر سبتمبر الماضي، تراجعت الأسعار بوتيرة سريعة لتصل إلى أدنى مستوياتها المسجلة في 6 أسابيع ببداية أكتوبر الجاري.
وعزت «كامكو إنفست» الانخفاض الذي شهدته الأسعار في مستهل الشهر الجاري في بداية الأمر إلى قوة الدولار الذي وصل إلى أعلى مستوياته المسجلة منذ نوفمبر 2022، الأمر الذي تبعه انخفاض حاد في الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بسبب المشكلات المتعلقة بالطقس، كما كانت هناك أيضاً بعض المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي على المدى القريب حيث بدأت تداعيات رفع أسعار الفائدة في إحداث تأثيرات سلبية على العديد من القطاعات، ما انعكس على تباطؤ وتيرة نمو قطاع الخدمات في الولايات المتحدة في سبتمبر 2023.
وتابع التقرير: «تلقت الأسعار دعماً مرة أخرى خلال الأسبوع الثاني الذي أعقب اندلاع الصراع في فلسطين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 4 في المئة خلال اليوم نتيجة للمخاوف المتعلقة بعدم استقرار المنطقة بصفة عامة، ما قد يؤدي إلى نقص الامدادات.
وأدت زيادة إنتاج النفط الأميركي إلى مستويات قياسية بالإضافة إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين في كبح ارتفاع الأسعار. ومع ذلك، فإن الأسعار أنهت تداولات الأسبوع فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل مع استمرار المخاوف من اتساع الصراع في المنطقة».
وعلى صعيد الطلب، أوضحت «كامكو إنفست» أن أحدث تقرير شهري لوكالة الطاقة الدولية أظهر تأثر الطلب على النفط نتيجة لارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة والأسواق الأخرى، وأن تراجع الطلب في الأسواق الناشئة كان شديداً للغاية على خلفية تأثير العملات وإلغاء الدعم.
أما بالنسبة للعرض، فكشفت بيانات الإنتاج من مصادر «أوبك» الثانوية عن ارتفاع إنتاج «أوبك» بمقدار 273 ألف برميل يومياً في سبتمبر الماضي، على خلفية ارتفاع الإنتاج بصفة رئيسية في نيجيريا والسعودية والكويت، والذي قابله جزئياً انخفاض الإنتاج بصفة رئيسية في فنزويلا وغينيا الاستوائية.
اتجاهات الأسعار
ولفت التقرير إلى أن أسعار النفط الخام وصلت إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ 11 شهراً بنهاية سبتمبر، حيث تم تداول مزيج خام برنت بسعر يقارب 97.1 دولار للبرميل في أسواق العقود الفورية، عازياً تلك المكاسب إلى انخفاض مخزونات النفط على المستوى العالمي في ظل ضيق الإمدادات بعد أن قررت السعودية ومنتجو «أوبك» الآخرون مواصلة سياسات خفض حصص الإنتاج، حيث أدت تلك الأوضاع إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 27.3 في المئة خلال الربع الثالث من 2023، وصولاً إلى أعلى المستويات المسجلة في 6 فترات ربع سنوية، إلا أن ارتفاع الأسعار وقوة الدولار بدأت في التأثير على الطلب على النفط، ما أدى إلى انخفاض الأسعار خلال الأسبوع الأول من أكتوبر، كما ظهرت تقارير تشير إلى تباطؤ قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، ما سلّط الضوء على تأثير ارتفاع أسعار الفائدة، في حين ساهم ارتفاع أسعار المنتجين نتيجة لتزايد تكاليف الطاقة والمواد الغذائية في تعزيز المخاوف من انخفاض الطلب.
وأفاد بأنه نتيجة لذلك، انخفضت الأسعار بأكثر من 10 في المئة للعقود الآجلة خلال الأسبوع الأول من أكتوبر، إذ وصلت إلى 84.1 دولار للبرميل، كما أدى إنتاج النفط القياسي في الولايات المتحدة إلى جانب إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وفنزويلا إلى تخفيف بعض المخاوف المتعلقة بأسواق النفط، لكن الأسعار ارتفعت في نهاية الأسبوع مع مراقبة المستثمرين عن كثب لتأثير الصراع في فلسطين بينما دعمت الأسعار المخاوف من صراع أوسع نطاقاً.
وبين التقرير أن متوسط سعر سلة نفط «أوبك» شهد نمواً شهرياً للمرة الثالثة على التوالي في سبتمبر بلغت نسبته 8.3 في المئة ليصل في المتوسط إلى أعلى مستوياته في 12 شهراً عند 94.6 دولار للبرميل، في حين شهد متوسط سعر مزيج خام برنت نمواً بوتيرة أعلى بنسبة 9.1 في المئة، إذ وصل في المتوسط إلى 94 دولاراً للبرميل، في حين شهد سعر الخام الكويتي ارتفاعاً بنسبة 7.8 في المئة، ليصل في المتوسط إلى 95.7 دولار للبرميل في سبتمبر، كما انعكس هذا الاتجاه أيضاً على تقديرات الإجماع بالنسبة للنفط الخام. ونوه إلى أن أحدث التقديرات الصادرة عن وكالة بلومبرج كشفت عن رفع توقعات الأسعار خلال الأرباع الأربعة المقبلة.
إنتاج «أوبك»
ذكر تقرير «كامكو إنفست» أن إنتاج «أوبك» زاد في سبتمبر للشهر الثاني على التوالي، إذ وصل إجمالي الإنتاج إلى 27.97 مليون برميل يومياً خلال الشهر، مسجلاً نمواً قدره 50 ألف برميل يومياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى ارتفاع إنتاج كل من نيجيريا والعراق والإمارات، والذي قابله انخفاض إنتاج إيران وليبيا وغينيا الاستوائية.
وأوضح أن بيانات الإنتاج من مصادر «أوبك» الثانوية أظهرت نمواً شهرياً أكثر حدة بلغ 273 ألف برميل يومياً، بوصول إجمالي الإنتاج إلى 27.76 مليون برميل يومياً خلال الشهر، إذ كان هذا النمو، وفقاً لـ«أوبك»، مدفوعاً بنمو ملحوظ لإنتاج نيجيريا (+141 ألف برميل يومياً) والسعودية (+82 ألف برميل يومياً)، الأمر الذي قابله انخفاض إنتاج فنزويلا وغينيا الاستوائية وأنجولا، فيما كانت التغيرات التي شهدتها معدلات إنتاج بقية أعضاء «أوبك» هامشية إلا أنها كانت إيجابية وفقا لتقرير «أوبك» الشهري.
وأشار التقرير إلى ارتفاع إنتاج النفط في إيران خلال سبتمبر ليصل إلى 3.1 مليون برميل يومياً، والذي يعتبر أعلى المستويات المسجلة منذ أكتوبر 2018 في ظل استمرار المفاوضات في شأن إمكانية تخفيف العقوبات الأميركية على البلاد.