TodayPic

مجلة اخبارية

منوعات

أي انسان يبحث عن الحقيقة يجب أن ينسى نفسه


الهجرة مرآة للهوية الحقيقية

“الهجرة تولد النبوة، كما تولد الكينونة الحقيقية التي لا توجد سعادة بدونها، نحن لسنا معنيين بالأشياء التي تُرى، بل بالأشياء التي لا ترُى، لأنها أبدية وتشعرنا بالامتلاء الذي يجعلنا على علاقة حميمة بالبعد المفقود، وهذا يجب أن يرّبي فينا الإحساس بالفقد الذي يحفزنا لأن نعرف أكثر، فالحكمة رهينة الألم، ومن أراد أن يتعلم عليه أن يتألم، والصحراء علم، وهي أم العلوم لأنها ليست مكتشفة” خارطة طريق مختصرة تبدو أشبه بشيفرة احتزل من خلالها الكوني مسيرة حياة أتقن خلالها ثماني لغات ليقرأ آداب العالم أجمع، متتبعاً خطى فضوله، لينقل لنا هذه الخلاصة عن فضيلة الهجرة والبحث عن الأنا، هذه الهوية المفقودة التي لا نجدها إلا من خلال الألم والبحث والتضحية.

لا وجود للخيال

عند سؤاله عن السبب الذي أبقاه متعلقاً بالصحراء التي غادرها منذ صباه، ولم يفكر بالكتابة عن أوروبا التي يسكنها منذ أكثر من 50 عاماً، قال: “نحن نكتب عن المكان الذي يسكننا، وليس عن المكان الذي نسكنه، المكان الذي نكتشف فيه البعد الروحي للوطن، وهو الأغنى والأكثر ثراءً، فالوطن قيمة نكتشفها بأنفسنا ولا يجب أن نلّقن بها من الخارج”.

وانتقل بعدها للحديث عن الميثولوجيا والأساطير التي تعتبر ضرباً من الخيال، ليؤكد أنه لا وجود للخيال، فكل ما تخيله الانسان هو إما كان موجوداً في السابق، أو أنه موجود في الواقع، أو أنه سيكون موجوداً في المستقبل، وقال: “الميثولوجيا علم لم يشفر حتى الآن، ولكن عندما نريد اللجوء إلى الحقيقة لا نستطيع إلا من خلال الميثولوجيا، بدليل أن كل ملاحم الآداب الكبرى كانت عبارة عن ميثولوجيا، وكلها عالجت مسألة الهجرة، من جلجامش والإلياذة والأوديسّا والكميديا الإلهية، الفردوس المفقود، ذهب مع الريح، والأديان كلها انبثقت عن الميثولوجيا”.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *