TodayPic

مجلة اخبارية

الاقتصاد

«كامكو إنفست»: 2.6 في المئة هبوطاً بإنتاج «أوبك» 2023… إلى 28.1 مليون برميل يومياً


– انخفاض إنتاج الكويت والإمارات قلّص إمدادات المنظمة في ديسمبر
– سوق النفط تجاهل تخفيضات «أوبك» وحلفائها في 2023 ونمو إنتاج أميركا يُهدر جهودها

ذكرت شركة كامكو إنفست أن إنتاج «أوبك» من النفط انخفض خلال شهر ديسمبر 2023 مقارنة بالشهر السابق، إذ بلغ إجمالي الإنتاج 28.05 مليون برميل يومياً خلال الشهر، وفقاً لبيانات وكالة بلومبرغ التي تضمنت بيانات الإنتاج الخاصة بأنجولا، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى انخفاض إنتاج الإمارات والكويت، مع إبقاء معظم منتجي المجموعة إنتاجهم دون تغيير مقارنة بشهر نوفمبر.

وأوضحت «كامكو إنفست» في تقرير لها بيانات الإنتاج من مصادر منظمة «أوبك» الثانوية أظهرت نمواً طفيفاً في الإنتاج خلال ديسمبر بمقدار 73 ألف برميل يومياً مع وصول إجمالي الإنتاج إلى 26.7 مليون برميل يومياً خلال الشهر (باستثناء بيانات أنجولا)، حيث جاء هذا النمو، وفقاً لـ«أوبك»، مدفوعاً بالنمو القوي لإنتاج نيجيريا، إضافة إلى ارتفاع إنتاج العراق، الأمر الذي قابله انخفاضاً هامشياً في إنتاج الكويت والسعودية وإيران.

عام التقلبات

وأفاد التقرير بأن 2023 كان عاماً آخر مليئاً بالتقلبات على صعيد سوق النفط الخام، إذ تأرجحت الأسعار بأكثر من 30 في المئة خلال مدة زمنية لم تتجاوز أكثر من 3 أشهر فقط، أعقبها انخفاض مماثل في الأشهر الثلاثة التي تلت، مبيناً أن أسعار العقود الفورية والآجلة ظلت أقل من مستوى 80 دولاراً للبرميل بنهاية العام، حيث استمرت أسعار الفائدة ومعدلات التضخم وقلة توقعات الطلب والمخاوف في شأن العرض وقوة الدولار في معظم فترات العام في الضغط على الأسعار، ما أدى إلى تراجعها لكن الأوضاع الجيوسياسية والحرب على غزة دعمت الأسعار إلى حد ما.

وأشار إلى أن التقلبات استمرت في 2024، إلا أن أسعار النفط اتجهت في الغالب نحو الارتفاع بسبب الهجوم على سفن الشحن في البحر الأحمر والإجراءات التي اتخذتها حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للرد على تلك الهجمات، مبيناً أنه نتيجة لذلك، أظهرت البيانات انخفاض عدد شحنات النفط الخام التي تمر عبر البحر الأحمر، كما تصاعدت تكلفة الشحنات وكذلك تكاليف التأمين، حيث يتعين على البضائع أن تسلك طريقاً أطول للوصول إلى وجهاتها وتجنب المرور في البحر الأحمر.

وأوضح أنه في ظل تصاعد التوترات، تحرك سعر مزيج خام برنت بوتيرة سريعة متجاوزاً حاجز 80 دولاراً للبرميل بعد أن تلقى المزيد من الدعم نتيجة لتجدد الصراع بين روسيا وأوكرانيا بعد الهجوم بطائرات من دون طيار على ساحل بحر البلطيق الروسي، مضيفاً أن عوامل جانب الطلب ظلت ضعيفة، ما أدى إلى تلقي أسعار النفط الخام لدعم محدود لتعويض المخاوف الجيوسياسية، فيما استمرت مشاكل تعافي اقتصاد الصين في ظل قيام الحكومة بضخ المزيد من الأموال في القطاعات الرئيسية على أمل انعاشها أو حمايتها من الهبوط القوي.

ونوه إلى أن عوامل جانب العرض كانت من أبرز العوامل الجوهرية التي ساهمت في تفاقم الضغوط المؤدية لتراجع أسعار النفط الخام في 2023، إذ على الرغم من تمديد تخفيضات حصص إنتاج «أوبك» وحلفائها، ظلت أسعار النفط دون تغير يذكر، حيث عوّض تزايد الإمدادات، خاصة من الولايات المتحدة، معظم المخاوف، مشيراً إلى أن وكالة الطاقة الدولية تناولت هذا الأمر في تقريرها الشهري الأخير، وذكرت أن نمو إمدادات النفط في الولايات المتحدة لايزال يفوق التوقعات، كما أن الإمدادات من البرازيل وغيانا كانت متفائلة، ما يهدر الجهود التي تبذلها «أوبك».

وأوضح التقرير أن أحدث البيانات الأسبوعية أظهرت أن إنتاج النفط الأميركي بلغ مستويات قياسية جديدة عند 13.3 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 12 يناير 2024.

ولفت إلى أن أسعار النفط استمرت في الانخفاض خلال 2023، فيما تجاهل السوق تخفيضات «أوبك» وحلفائها القائمة خلال تلك الفترة، إلى جانب تمديد خفض حصص الإنتاج حتى 2024، والذي كان إضافة إلى التخفيضات الطوعية التي طبقتها السعودية وروسيا بصفة رئيسية.

وأضاف التقرير: «انتهت تداولات 2023 بوصول سعر سلة (أوبك) إلى 78.4 دولار للبرميل، أي بانخفاض 3.5 في المئة خلال العام، في حين تراجع سعر مزيج خام برنت بمعدل أعلى 6.2 في المئة على أساس سنوي بعد أن وصل 77.7 دولار للبرميل بنهاية العام، وشهدت أسعار العقود الآجلة انخفاضاً أكبر بنسبة 10.3 في المئة لعقود مزيج خام برنت».

إنتاج «أوبك» وأميركا

وذكر التقرير أن متوسط إنتاج «أوبك» انخفض خلال 2023 بعد أن شهد عامين متتاليين من النمو، حيث وصل متوسط إنتاج أعضاء «أوبك» الـ13 إلى 28.1 مليون برميل يومياً خلال العام مقابل 28.9 مليون برميل يومياً في 2022، بانخفاض 2.6 في المئة أو ما يعادل 739 ألف برميل يومياً، وفقاً لبيانات مصادر «أوبك» الثانوية، عازياً هذا التراجع إلى خفض الإنتاج من قبل 7 من أصل 13 منتجاً في المجموعة، بينما أعلن المنتجون الستة الباقون عن ارتفاع مستويات الإنتاج.

وبين أن السعودية جاءت في صدارة الدول التي قامت بخفض إنتاجها بنحو 918 ألف برميل يومياً خلال 2023، تبعتها العراق والإمارات بخفض إنتاجهما بمقدار 164 و115 ألف برميل يومياً، على التوالي، مشيراً إلى أن إيران سجلت أعلى معدل نمو في الإنتاج خلال العام، إذ وصل إنتاجها 2.9 مليون برميل يومياً في 2023 مقابل 2.6 مليون برميل يومياً في 2022.

وأفاد التقرير بأن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سجل نمواً بوتيرة جيدة بنسبة 8.5 في المئة أو ما يعادل 1 مليون برميل يومياً ليصل متوسط الإنتاج إلى مستوى قياسي بلغ 12.92 مليون برميل يومياً في 2023، محققاً عاماً ثانياً من النمو بعد زيادة بـ5.7 في المئة أو 0.6 مليون برميل يومياً خلال 2022.

اتجاهات الأسعار

وأوضحت «كامكو إنفست» أن أسعار النفط بدأت في التحرك ضمن نطاق محدود في بداية 2024 على خلفية البيانات المختلطة على جبهة العرض والطلب، بالإضافة إلى وجهات النظر المتباينة حول المسار المستقبلي لخفض أسعار الفائدة خلال العام وتأثير ذلك على النمو الاقتصادي والطلب على النفط. ونوه إلى تجاوز سعر العقود الآجلة لمزيج خام برنت مستوى 80 دولاراً للبرميل في 22 يناير 2024 للمرة الأولى خلال 4 أسابيع ليصل إلى 80.1 دولار للبرميل، ما أدى إلى تحقيق مكاسب بنسبة 3.9 في المئة منذ بداية العام.

وأفاد التقرير بأن أحدث التوقعات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أظهرت خفضاً بشكل هامشي للتوقعات الخاصة بمزيج خام برنت للعام 2024، إذ تتوقع الوكالة أن يبلغ متوسط سعر الخام 82.49 دولار للبرميل خلال 2023 مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 82.57 دولار للبرميل، فيما تتسق توقعات 2024 مع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت خلال العام الماضي، ووصلت توقعات السعر للعام 2025 إلى 79.48 دولار للبرميل.

وأضاف: «من حيث الاتجاه الشهري، بلغ متوسط سعر مزيج خام برنت 78 دولاراً للبرميل خلال ديسمبر 2023 بعد أن شهد انخفاضاً شهرياً بنسبة 6.1 في المئة مقارنة بشهر نوفمبر، وكان الانخفاض مماثلاً لسعر سلة (أوبك) بنسبة 7 في المئة، ليصل في المتوسط إلى 79 دولاراً للبرميل، في حين انخفض سعر خام التصدير الكويتي بنسبة 7.2 في المئة، ليصل في المتوسط إلى 80.1 دولار للبرميل».

300 في المئة امتثال «أوبك» لخفض الإنتاج

أفاد تقرير «كامكو إنفست» بأن أحدث البيانات الصادرة عن شركة ريفينيتيف إيكون أظهرت امتثال «أوبك» لخفض حصص الإنتاج التي تعهدت بها بأكثر من 300 في المئة، حيث بلغت التخفيضات المعلنة 1.3 مليون برميل يومياً كما في ديسمبر 2023، باستثناء التخفيضات الطوعية التي أعلنتها السعودية وروسيا.

26.5 في المئة حصة سوقية

أوضح التقرير أن أحدث التقديرات أشارت إلى أن «أوبك» استحوذت على حصة سوقية عند 26.5 في المئة بنهاية 2023 مقابل 28.5 في المئة بنهاية 2022، في حين زادت الطاقة الإنتاجية الاحتياطية بأكثر من 6 ملايين برميل يومياً حتى نهاية ديسمبر الماضي.

وأشار إلى أن السعودية انفردت بأكبر طاقة إنتاجية احتياطية في 2023 بـ2.4 مليون برميل يومياً، تليها الإمارات ثم إيران بواقع 1.2 و1 مليون برميل يومياً، على التوالي، ليشكل المنتجون الثلاثة معاً أكثر من ثلاثة أرباع الطاقة الإنتاجية الاحتياطية للمجموعة.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *