رغم نجاح كريم فى الفترة الماضية وفوزه بمسابقتى الفنية ومباراة الكاراتيه، وتفوقه الدراسى، وحب الجميع له، إلا إنه كان يشعر بأن فرحته كان ينقصها شىء مهم فى حياته وهو والده الذى توفى منذ عامين، وكان يعتبره صديقه الوحيد الذى كان يلجأ إليه فى كل شىء، ويستشيره فى كل مشكلة يمر بها، وأخذ صورته وأحتضنها ثم بكى وقال :”وحشتنى أوى يابابا.. وحشنى صوتك وحضنك ونصايحك ليا.. نفسى أسمع صوتك تانى ولو مرة واحدة”، وأخذ يبكى حتى غلبه النوم.

 

حكايات كريم وسره العجيب

وحلم كريم داخل غابة مظلمة و يصارع بعض الثعالب والضباع والأسود، وأنتصر عليهم بقوة العصا السحرية التى بيده، ثم أخذ يلوح بالعصا معلناً إنتصاره عليهم، ثم سمع أحد يناديه قائلاً :” برافو ياكريم”، ليجد إنه والده، ثم أسرع إليه وأحتضنه وأخذ يبكى وقال له :” وحشتنى أوى يابابا.. الدنيا بقيت وحشة أوى من غيرك.. نفسى ترجع تكون جنبى وتنصحنى زى زمان.. أنا من غيرك ضايع وتايه أوى يابابا”.

حكايات كريم وسره العجيب

ليرد عليه جميل والده:” لا مش أبنى اللى يقول كده.. أنا ووالدتك علمنالك تعتمد على نفسك وتتحمل المسئولية، وأنت كنت قدها، ماتخليش أى مشكلة أو حاجة تحبطك أه طبيعى إننا نحس بيأس أو حزن ساعات لكن مش نستسلم لهم أبداً، لأ نقوم ونحارب اليأس والحزن ونتنصر عليهم، وبعدين ياعبيط أنا جنبك طول الوقت، وفرحان لنجاحك وشوفتك النهاردة وأنت بتهزم فريد وكنت فرحان بيك، وياسيدى كل ماتحتاجنى هتلاقينى فى حلمك.. أنت روحى ياكريم فى حد يتخلى عن روحه”.

شعر كريم بالسعادة لإدراكه بأن والده يشعر به وبجواره طول الوقت، فقال له :” فريد بيكرهنى يابابا رغم إنى معملتش حاجة تزعله، مش عارف ليه دايما بيحاربنى؟!”، وضع جميل يد على كريم وقال له :” بص يابنى طول ما أنت عايش هتقابل زى فريد كتير، المهم إنك ماتخليهمش يهزموك وأثبت لهم إنك ناجح ومتفوق وحاول تفتح معهم صفحة جديدة طول الوقت، ومد ليهم إيدك يمكن فى يوم من الأيام تنجح فى إنك تكون سبب فى تغيرهم”، ثم أخذ المنبه يرن ليستيقظ كريم من نومه مبتسماً لرؤيته والده فى الحلم.

حكايات كريم وسره العجيب