TodayPic

مجلة اخبارية

منوعات

زهرة الخليج – الفن المحلي.. قيمة إضافية لمعرض «بولغري» الاحتفالي


#منوعات

احتفالاً بالذكرى السنوية الـ75 لمجموعة «سيربنتي» الأيقونية، أقامت دار بولغري معرض «سيربنتي: 75 عاماً من الحكايات المتواصلة»، وورشة «سيربنتي فاكتوري»، ضمن فعالية ضخمة في مركز دبي المالي العالمي، تلاقى فيها جوهر الثقافة في الشرق الأوسط مع الإرث الإيطالي العريق، واحتفل من خلالها بمكانة دبي؛ بوصفها وجهةً رائدة عالمياً للفنانين الناشئين، وتسليط الضوء على إبداعاتهم. وتعاونت العلامة مع الفنانات الإماراتيات الموهوبات: عزة القبيسي، والدكتورة عذراء خميسة، والدكتورة عفراء عتيق.. في حوارنا مع المدير التنفيذي لدار بولغري، جان-كريستوف بابين، والفنانة المبدعة عزة القبيسي؛ نلقي بالضوء على هذه الاحتفالية.

جان كريستوف بابين:

دبي مفعمة بالفن والعمارة والإبداع

لماذا اخترتم دبي موقعاً لفعاليتكم الاحتفالية بـالذكرى الـ75 لـ«سيربنتي»؟ ربما سنقيم، لاحقاً، معارض بمناطق أخرى؛ لأن الاحتفالات بالعيد الـ75 لـ«سيربنتي» بدأت منذ مطلع السنة، وأقيم المعرض الأول في لوس أنجلوس. والمشترك في المعرضين هو التعاون مع فنانين محليين في أميركا، وهنا مع الفنانات الإماراتيات الثلاث، وأردنا به رد الجميل إلى المنطقة. أما المشترك بين كل المعارض، فهو الاحتفال واستعراض 75 عاماً من الأيقونة، وأيضاً الارتباط الوثيق بالفنون، لكن ليس فقط فن الماضي الذي ألهمه الثعبان، بل فن المستقبل الذي تساهم «بولغري» في ترويجه بمعارض كهذه. وبالشراكة مع «دبي للفنون»، نحاول رد الجميل إلى مجتمع الفنانين، وفن الماضي المعطى لـ«بولغري»، والمستلهم من الحقب الرومانية والمصرية القديمة. دبي مفعمة بالفن والعمارة والإبداع، وتبقى مدينة رائدة بكل المعاني، وليس صدفة تشييدها أكبر فندق في العالم في جزيرة جميرا، فهذه المدينة الأنيقة منصة طبيعية لإطلاق أي مبادرة أخرى في المنطقة.

هل يعكس التعاون مع الفنانات الإماراتيات التزام «بولغري» بدعم المواهب الإماراتية، أم محاولة لمقاربة موضوع «سيربنتي» من قبل فنانين متعددي الاتجاهات؟ الاثنان معاً، كما ذكرت لك في هذه الحالة. إننا لم نستخرج بعض الإلهام من فن الماضي فحسب، بل وُلدت «سيربنتي» من أساور ذهبية صممت بدايةً في مصر، ثم تأثرت بأسلوب الصائغ الروماني عندما جاءت كليوباترا إلى روما. هذا مثال حول كيفية استلهام المجوهرات المعاصرة من تاريخ يعود إلى أكثر من 2000 سنة. تأثير الفن غير معقول، وجزء من مهمتنا ترويج فن المستقبل، الفن الرقمي المدفوع بواسطة الذكاء الاصطناعي، والمرتبط ببعض منتجاتنا على غرار «Ultra Finissimo». أيضاً الاحتفال بالذكرى الـ75 في مدن عدة، يتيح تقاربنا مع فنانين عالميين، وجذور ثقافية مع تعبيرهم وإحساسهم وفهمهم للثعبان و«بولغري» لابتكار فن المستقبل، كما تشاهدينه هنا من الشعر والحنة والنحت والقطع الرائعة المفسرة للثعبان. هذا تاريخ عربي وإبداعات مستلهمة من الثعبان، لا يمكن فهمها لو لم تكن في بلد صحراوي، وفي بلد عربي، وفهم تقاليده. نحاول في كل بلد أو منطقة أن نجعل المعرض مختلفاً، والقيمة الإضافية لأي معرض مستقبلي هي الفنانون المحليون، والأبعاد المبتكرة مع فنانين مشهورين، وما وصلنا إليه كان بسبب فنانين سابقين. تاريخياً، كنا رعاة للعديد من المعارض والمتاحف، وسنقيم السنة المقبلة «ماكسي برايز» أول جائزة تكرم الفن الرقمي المدفوع بالذكاء الاصطناعي، كما نروج الفنانين الناشئين والمواهب؛ استعداداً لابتكارات مستقبلية.

هل هناك إصدارات خاصة تقدم على هامش الفعالية الاحتفالية؟ أولاً مع 5 تحف فنية، تم ابتكارها خصيصاً للمعرض، جميع روائع المجوهرات الراقية ليست قطعاً تراثية، لكنها قطع تجارية، ولدت من إبداعات فناني المعرض، فالمعرض لا يولد فقط هذه القطع الجميلة التي نعرضها، ولكن أيضاً قطع المجوهرات الراقية، التي ربما لم يتم ابتكارها دون المعرض، فهي تستوحي وتجمع بعض الأحجار الكريمة الجذابة والمتوافقة مع الذوق العربي، فلكل منطقة جواهرها المفضلة.

عزة القبيسي:

إذا ابتكرنا جميعاً فنوناً متشابهة.. فهذا ليس فناً

ما الشعور والأفكار التي جالت في ذهنك؛ إثر شراكتك مع «بولغري»؛ لتقديم قطعة احتفالية؟ عادةً، لا أتحمس للتعاون مع العلامات التجارية، لكن مع هذه الدار العريقة تحمست كثيراً؛ نظراً لتاريخها، ولـ«سيربنتي» المرتبطة بي شخصياً، وفي الوقت نفسه قصة الدار، كيف بدأت، وإلى أين وصلت. كما شعرت بارتباطي الإنساني بها؛ عندما عرضت عليَّ الدار فكرتها، وأنها ستعمل مع فنانات حنة ورسم تحمست، لأنه قلما نرى مزجاً للفنون معاً، وهي فرصة لرؤية فنون متنوعة بهذا المستوى تحت مظلة واحدة، وهو ما لم يحدث سابقاً. فأن نكون معاً كنساء وفنانات في أشكال مختلفة، يعطينا هذا فرصة لدعم بعضنا، وأيضاً تغيير التصور حول ما يمكن للمرأة أن تفعله، عندما تتبنى أعمالنا جهة معينة، وتعطينا مساحة. والعنصر الثاني الذي شجعني على التعاون، هو الحرية الخالصة، التي سمحت لي باكتشاف مخيلتي دون قيود.

كيف تبدو «سيربنتي» من منظورك الإبداعي، وكيف ألهمتك تحفتك الفنية؟ الكل يعلم مدى ارتباطي بالصحراء، وحتى اليوم في صميم ثقافتي كل شتاء أن نقصد أنا وعائلتي البر، وأصبح تقليداً سنوياً. فكرة القطعة أتت من الماضي، ومن ذكريات تجولنا في ليوا، حيث تفاجئنا الزواحف والعقارب والأفاعي الصغيرة، وغيرها. هذه الأمور التي خبرتها في طفولتي منحتني فهماً أكبر لمدى حاجتنا إلى الحفاظ على التوازن بين الطبيعة وحياتنا، وكم تحلى أهالينا بهذا التوازن، وكم كانت حياتهم بسيطة. لقد حملت هذا داخل فني وأفكاري، ومع هذا العمل الفني أردت ابتكار قطعة تشبه المجوهرات، نرتديها وترتدينا. بالتأكيد لا يمكنك دخول هذه القطعة التي لا أحب أن أفعلها (ضاحكة). هذه القطعة تشكل إطاراً لنا، تماماً كما يحدث عندما أكون جالسة في الرمل، وإحساسي هذا أردت استحضاره من خلالها. أردت أن أجسد هذا الشعور في عمل فني، يمكنك التعامل معه من خلال اللون والنمط والشكل، لذا يبدو الأمر كما لو أنه تم التقاط حركة الثعبان نفسها، وكيف تبدو خطوطها عندما تحفر تحت الرمل، إذ إنني آخذ كل هذه الطبقات، وقيل لي إنها تشبه تساقط الجلد. المشترك بين عملي والطبيعة، هو أنه يمكن لمسه، وبمنظوري الفن ممكن لمسه.

يتسم أسلوبك الفني بالمجازفة في استخدام مختلف أنواع المعادن والمواد، كيف تحدّيتِ نفسك في هذا التصميم؟ الإحساس شيء مهم، أول شيء قد يفعله الناس عندما يشاهدون عملي هو القرع عليه؛ لأنهم يظنون أنه من الخشب، هذه القطعة مصنوعة من الفولاذ الطري، ولا أستخدم مواد كيميائية للحصول على لون الصدأ، بل هي مواد طبيعية كالخل لتسريع عملية التلوين الطبيعية للصدأ. أردت التلاعب بالتناقضات، فالأفعى من الزواحف التي تستمتع بالشمس، ومن دون الأخيرة والبيئة الموجودة فيها لا يمكنها البقاء على قيد الحياة، وقد عكست ذلك في عمق القطعة وطبقاتها والمواد: الحديد الصدئ مع الستانلس ستيل، البارد والدافئ، أحب اللعب ولا أضيف الكثير من الألوان إلى عملي، لكنني أستمتع بالألوان والخطوط الطبيعية. تلعب المواد بالنسبة لي دوراً حيوياً، واختبرت كل شيء: الإسفلت، والجلد، والرمل، ومزجت الكثير من المواد الثمينة وغير الثمينة، فهذا هو فني، وهو ليس محدوداً بوسيلة أو مادة واحدة. إنني أبتكر فناً يلبس، ولم أتوقف عن تصميم المجوهرات لصالح النحت.

ما الذي تضيفه هذه التجربة الفنية مع «بولغري» إلى رصيدك الإبداعي، ومسيرتك المتفرّدة؟ هذه التجربة أظهرت لي فريق عملي الرائع وحدودنا، وأنه عندما تنظم أفكارك تصل إلى أهدافك في الحياة. كسرت الكثير من الحواجز، فلقد أدرتُ بضعة مشاريع مختلفة، لكن هذا المشروع هو الأقرب إليَّ. منحتنا هذه السنة الكثير من الفرص؛ للتواصل والابتكار والتمويل لفعل ذلك، وهذه الفرص كانت مستحيلة قبل جائحة «كوفيد – 19»، وأعتقد أن هناك تقديراً أكبر لما نقوم به كفنانين، ومدى أهميتنا كما لو كنا أطباء، أشعر بذلك بمجرد التفكير في أنني عندما تخرجت عام 2002، قيل لي: «ماذا ستفعلين بشهادتك؟!».. هذه السلبية التي تلقيتها ذلك اليوم. وأين أنا اليوم، وحقيقة أنني وثقت بنفسي، وخضت رحلة العشرين عاماً، والوصول إلى ما أنا عليه، وتمهيدي الطريق أمام جيلين من مصممي المجوهرات.

هل من كلمة أخيرة توجهينها إلى الفنانين الناشئين؟ كن أنت، تعمق كثيراً في نفسك وثق بها، لا تفكر أبداً في الآخرين، وفي أن ما يقولونه صحيح، ولا تقلد أبداً. أعتقد أننا جميعاً لدينا أفكارنا الخاصة، وهذا فقط ما يجعلنا متفردين، ونصنع عناصر فريدة؛ فإذا ابتكرنا جميعاً فنوناً متشابهة، فهذا ليس فناً.



Source link

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *