#تنمية ذاتية

زهرة الخليج – الأردن
اليوم

قد تعتقدين أن المرونة تتعلق بالقوة والشجاعة، وأن الأشخاص المرنين لا يسمحون لأي شيء بإحباطهم أبداً، وأنه يصعب كسرهم طوال الوقت، ولكن الواقع مختلف تماماً، ففي الحقيقة، المرونة ليست القدرة على التعامل مع كل شيء كالشخص الشجاع، بل هي مهارة السقوط والانهيار، والبكاء، ثم النهوض مرة أخرى.

كيف تعرفين ما إذا كنت شخصا مرنا أم لا؟ في حال تغلبت على بعض الصعوبات في حياتك، فهذا دليل كاف على أنك شخص مرن وسريع التكيف. نرصد لك الصعوبات في السطور التالية:

واجهتِ الفشل ورفضت الاستسلام

• 

لم يتم قبولكِ في الجامعة التي طالما حلمتِ بها، أو لم تحصلي على الوظيفة التي تريدينها، أو فشل مشروعكِ التجاري الأول (أو الثاني أو الثالث)، فهل تذمرتِ أو بكيتِ أو شعرتي بالإحباط؟ بالتأكيد، نعم، ولكن هل سمحتِ لهذا الفشل أن يعيق أحلامكِ؟ إذا لم تسمحي لذلك بإعاقتكِ فإنكِ شخصٌ مرن، فالمرونة في جوهرها تتعلق بالقدرة على المحاولة مرة ثانية وثالثة وحتى رابعة، إنها مهارة المثابرة والاستمرار حتى تصلي في النهاية إلى وجهتكِ.

واجهتِ ضائقة مالية

في حياتكِ قد تتعرضين للكثير من المواقف التي لا يمكنكِ فيها إنفاق المال على ما تحبين، وقد تضطرين للتخلي عن الكثير من الأمور التي تحتاجينها، وربما تشعرين بالتعب باستمرار ولا تستطيعين فعل شيء، ولكنك تواصلين العيش والحلم، وكل هذا يعلمكِ المرونة.

مررتِ بانفصالٍ صعب

• 

هل تعلمي أن الانفصال أمرٌ صعب جداً، ويشبه الانسحاب من الإدمان، وهو مؤلم للغاية، إذ عندما تقعين في الحب، يفرز جسمكِ مجموعة من هرمونات الشعور بالسعادة التي تجعلكِ تشعرين بالإدمان على هذا الشخص المحدد، ومع تقدم علاقتكِ، تعتادين على هذا المستوى الأعلى من «معززات السعادة»، ولكن بمجرد الانفصال، تصبح الأمور بائسة.

وحينها تعانين قدرا كبيرا من الألم العاطفي، وفوق كل ذلك، يعاني جسمكِ الانسحاب من الحب، وهذا هو السبب في أن الأشخاص الذين مروا بفترة انفصال قاسية وتمكنوا من إعادة تجميع أنفسهم ببطء بعد ذلك هم أبطال.

وفي حين قد يبدو الأمر تافهاً، فالجميع تقريباً يمرون بالانفصال في مرحلةٍ ما، ولكن حقيقة أنه شائع لا تعني أنه أمر سهل.

ويمكنكِ إما السماح للانفصال بتحطيمكِ إلى الأبد أو يمكنك استخدام مشاعركِ كوقود للنمو والازدهار، ويختار الأشخاص المرنون الخيار الأخير.

تعلمتِ لغة أجنبية

حسنًا، من الواضح أن هذه المشكلة ليست ضخمة مثل الانفصال والمعاناة من ضائقة مالية، ولكنها تستحق الذكر رغم ذلك، وذلك لأن الصراعات المختلفة تنطبق على مواقف مختلفة، وحتى تلك الصراعات الأصغر وغير ذات الأهمية يمكن أن تغير الحياة بأكثر الطرق حيوية.

وعندما تقررين تعلم لغة أجنبية عليكِ تقبل حقيقة أنه سيتعين عليك التعبير عن نفسك كطفل لفترة طويلة جدًا قبل أن تصلي إلى الطلاقة، وأن تبذلي جهداً في تعلم المفردات والقواعد بشكل منتظم، وإحاطة نفسكِ باللغة والثقافة التي تبدو وكأنها منطقة جديدة تماماً، أي أن تعلم لغة جديدة أمر صعب، وفي حال لم تستسلمي وحققت الطلاقة فهذه علامة على المرونة.