#تكنولوجيا

مي فهمي
اليوم

عند مناقشة تأثير استخدام الهواتف في كبار السن، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذا الموضوع يمتد ليشمل العديد من الجوانب الاجتماعية والصحية والعاطفية، فعلى الرغم من أن الهواتف الذكية قد أحدثت ثورة تكنولوجية هائلة، وسهلت العديد من جوانب حياتنا، فإنها قد تشكل تحديات لكبار السن، الذين قد يواجهون صعوبة في استخدامها، بسبب القدرات التكنولوجية المحدودة، أو قلة الخبرة.

• 

أحد التأثيرات الأساسية لاستخدام الهواتف على كبار السن، هو العزلة الاجتماعية. ففي عالم متصل دائمًا ومليء بالتواصل الرقمي، قد يشعر الأشخاص الأكبر سنًا بالتهميش والبعد عن المشاركة الاجتماعية، بسبب وقوف المهارات التكنولوجية المحدودة عائقًا أمامهم، يمنعهم من الانخراط في المحادثات عبر الهواتف الذكية، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تتسبب هذه العزلة في الشعور بالوحدة والاكتئاب والتأثير سلبًا على صحتهم.

علاوة على ذلك، يمكن أن يكون استخدام الهواتف المحمولة ضارًا بالصحة البدنية لكبار السن، فالتفاعل المستمر مع الشاشات الصغيرة، والتحديق فيها لفترات طويلة، قد يؤديان إلى مشاكل في الرؤية والصداع والتوتر العضلي، وقد يتسبب الجلوس الطويل في وضعية غير صحية أثناء استخدام الهواتف الذكية في آلام الظهر والرقبة والمفاصل.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاعتماد المفرط على الهواتف المحمولة إلى قلة النشاط البدني والتنقل، ما يزيد من مخاطر السمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

من ناحية أخرى، يمكن أن يكون استخدام الهواتف مفيدًا لكبار السن في بعض الجوانب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسهم التطبيقات الصحية واللياقة البدنية في تحسين الصحة العامة، ومتابعة الأنشطة اليومية والتغذية السليمة، كما يمكن للهواتف المحمولة أن تكون وسيلة للتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء البعيدين، ما يعزز الدعم الاجتماعي، ويقلل الشعور بالعزلة.

• 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم التقنية في تحسين جودة حياة كبار السن، من خلال توفير الخدمات الصحية عن بُعد، ويمكن للمسنين الاستفادة من المواعيد الطبية عبر الهاتف المحمول، أو الاستشارات الطبية عبر الإنترنت، ما يوفر لهم الوقت والجهد في الذهاب إلى المراكز الطبية البعيدة، كما يمكن للتطبيقات الخاصة بالرعاية الصحية تذكير كبار السن بتناول الأدوية ومواعيد الأخذ بها، ما يقلل خطر النسيان، وتفادي الأخطاء الدوائية.

لكن، يجب أن يتم توفير الدعم والتدريب المناسبين لكبار السن، لتعلم استخدام الهواتف الذكية بطريقة سهلة ومبسطة، وينبغي توفير برامج تعليمية، وورش عمل لتعليم الأساسيات التقنية، واستخدام التطبيقات المفيدة.

بشكل عام، يؤثر استخدام الهواتف على كبار السن بطرق متعددة، ويجب أن نكون حذرين في الموازنة بين الفوائد والتحديات المحتملة، إذ يتطلب الأمر توفير الدعم اللازم والتوجيه لكبار السن، للاستفادة من التكنولوجيا بشكل إيجابي، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع الرقمي بطريقة تلبي احتياجاتهم، وتعزز صحتهم ورفاهيتهم الشاملة.